صحيفة الكترونية اردنية شاملة

المرأة في العالم العربي

0

لم يتوقف الكثيرون امام نتائج استطلاع اجرته مؤسسة تومسون رويترز مؤخرا حول وضع المرأة في العالم العربي، بعد احداث الربيع العربي، ووجد ان مصر هي الأسوأ بالنسبة للمرأة نظرا لتعرضها للتحرش الجنسي واعمال العنف والقوانين التي تميز ضدها. واستعرض الاستطلاع آراء خبراء في الجندر واستنتج ان المرأة كانت اكبر الخاسرين بعد ان عصفت الثورات بالمنطقة العربية.

جاءت مصر في المؤخرة وقبلها العراق والسعودية وسوريا واليمن بينما تصدرت القائمة جزر القمر تبعتها عمان فالكويت فالاردن وقطر. واستندت اسئلة الاستطلاع على ميثاق الأمم المتحدة للقضاء على كافة اشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) والذي وقعت عليه 19 من اصل 22 دولة عربية. وقيم الاستطلاع اعمال العنف ضد المرأة وحقوقها ودمجها في المجتمع والموقف من دورها في السياسة والاقتصاد. وعلى الرغم من الدور الكبير والمؤثر الذي لعبته المرأة المصرية في ثورة 25 يناير الا ان وصول الاسلاميين الى الحكم فيما بعد شهد تراجعا في مكتسباتها مع ازدياد اعمال العنف والتحرش الجنسي ضدها بشكل ملحوظ سواء من قبل السلطة او الشارع.

وبحسب منظمة يونسيف فان اكثر من تسعين بالمئة من الاناث في مصر يتعرضن لتشويه جسدي (الختان) اي نحو 27 مليون امرأة. ووجد الاستطلاع ان حرية المرأة في العراق تراجعت كثيرا بعد الغزو الاميركي في عام 2003 واسقاط نظام صدام حسين. واشارت تقارير الى ازدياد نسب العنف ضد المرأة والدعارة والأمية بين النساء العراقيات في العقد الأخير، اضافة الى آلاف حالات الاغتصاب والخطف والاتجار بالبشر.

اما في سوريا فان هناك مئات الحالات الموثقة من قبل جمعيات حقوق الانسان تشير الى استخدام النظام للعنف والاغتصاب والتعذيب والقتل ضد المرأة السورية بينما حرمت الميليشيات الاسلامية المتشددة المرأة من حقوقها في المناطق التي تسيطر عليها.

وليست الصورة افضل كثيرا في اليمن حيث لا تزال الحكومة عاجزة عن الحد من زواج القاصرات (الاطفال) وحيث تتعرض اكثر من 98 بالمئة من النساء اليمنيات الى التحرش في الشوارع. وحتى تونس بتراثها العلماني وقوانينها التي تميز ايجابيا مع المرأة تزداد حالات التحرش والاضطهاد وتعدد الزوجات وحرمان المرأة من حقوقها الشرعية.

بغض النظر عن موقف الشارع والتيارات السياسية المختلفة من نتائج الاستطلاع فأن الصورة العامة عن وضع المرأة في العالم العربي تبدو كئيبة ومقلقة، خاصة في الدول التي هبت عليها رياح الربيع العربي وبشرت بالتغيير. في الحقيقة فان مكانة المرأة في المجتمع العربي تراجعت كثيرا مع ظهور التيارات السلفية المتشددة وغياب المجتمع المدني وانتشار الطائفية وانهيار سلطة الدولة وتردي الوضع الأمني والعودة الى ما قبل الدولة في كثير من المناطق.

هو مؤشر خطير على ما يحمله المستقبل من تحديات وعلى الفرص الضائعة وغياب الشعارات التي كانت تنادي بالمساواة والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية. كيف لنا ان نبني مستقبلا آمنا في ظل اضطهاد المرأة: الأم والزوجة ونصف المجتمع؟ انها ادانة كبرى لثورات اجهضت وحادت عن طريقها!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.