صحيفة الكترونية اردنية شاملة

مصير جنيف 2 يتحدد على جبهات القتال

0

كل شيء وارد من الآن وحتى انعقاد مؤتمر جنيف 2 الشهر القادم، هذا ان انعقد اصلا ولم يؤجل مرة اخرى. مصير المؤتمر مرهون بتطور الاحداث العملياتية على الساحة السورية، وقد شهدنا مؤخرا تغييرا واضحا في موازين القوى لصالح قوات النظام التي تحارب في القلمون شمال غرب العاصمة دمشق، وعلى محاور متعددة جنوبها وشرقها. وكذلك فان الجيش السوري الحر تراجع في الشمال بعد تعرضه لهجمات شرسة من قبل قوات النصرة وداعش وغيرهما. وهناك من يعتقد بأن الجيش الحر قد يخرج من المعادلة تماما لصالح الفصائل الجهادية على اختلاف توجهاتها، ما دفع بالولايات المتحدة وبريطانيا الى تعليق تزويد معدات واجهزة لوجستية في الشمال خوفا من وقوعها في ايدي الجهاديين.

والحديث عن تسوية سياسية معدة سلفا للتوقيع عليها في جنيف 2 يجافي الحقيقة ايضا، والدليل نصيحة فرنسا للاتئلاف الوطني السوري بعدم الذهاب الى جنيف طالما انه لا توجد ضمانات بعدم مشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية والالتزام بمحددات جنيف1 قبل اكثر من عام.

يحاول النظام تحسين وضعه في الميدان قبل الذهاب الى جنيف. ويبدو ان الاوراق بدأت تسحب من ايدي الائتلاف الوطني السوري نظرا لتراجع قوات الجيش السوري الحر وتفككها. في المقابل فان السعودية لا تزال ترفض القبول بصيغة جنيف 2 وتصر على دعم جبهة جديدة تضم كل الفصائل الاسلامية غير المرتبطة بالقاعدة. ومؤخرا اعلن عن صفقة سلاح سعودية اميركية تتسلم بموجبها الرياض 15000 صاروخ مضاد للدبابات من نوع “رايثيون” بقيمة بليون دولار امريكي. هذه الصفقة سبقتها اخرى حصلت بموجبها السعودية على صواريخ مضادة للمدرعات من كرواتيا والصين ووصلت فعلا الى الثوار في سوريا.

وبما ان القانون الاميركي يمنع تحويل الاسلحة الاميركية الى طرف ثالث فانه يعتقد بأن السعودية تعيد بناء ترسانتها من الصواريخ عوضا عن تلك التي ارسلتها الى الثوار من صواريخ صينية وكرواتية.

سنشهد زيادة في وتيرة العنف على الساحة السورية كلما اقترب موعد جنيف 2 لأن كافة الاطراف تدرك أهمية السيطرة على مواقع استراتيجية تستخدمها كأوراق ضغط في المفاوضات ان جرت. لا تبدو في الأفق ملامح تسوية سياسية تنهي الحرب الأهلية في الوقت القريب. الخوف هو من خروج الجيش السوري الحر من اللعبة تماما ليخوض الطرفان حربا طائفية بامتياز.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.