صحيفة الكترونية اردنية شاملة

زيارة الأمير القطري

0

الزيارة المفاجئة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى الاردن، والتي لم يتم الاعلان عنها الا قبل يوم من حدوثها، اثارت ردود فعل محلية واقليمية متباينة. فملف العلاقات الاردنية القطرية عانى منذ اكثر من عقد من توتر واستعصاء رغم محاولات عمان تجاوز الخلافات وفتح صفحة جديدة. كانت هذه هي الزيارة الأولى للأمير القطري منذ توليه السلطة في حزيران الماضي. وقد وجه الأمير تميم رسالة دافئة الى الأردن قبيل وصوله الى عمان، حيث استقبله الملك عبد الله الثاني في المطار وجرى للضيف استقبال رسمي.

استغرقت زيارة الأمير القطري ساعات فقط لكن الواضح ان قطر تسعى الى تحسين علاقاتها مع الأردن بعد اسابيع من دخولها في أزمة سياسية مع شقيقاتها في البيت الخليجي اثر سحب كل من السعودية والامارات والبحرين سفرائها في الدوحة على خلفية خلافات بينية تتعلق بسياسات قطر خصوصا فيما يتعلق بدعم حركة الاخوان المسلمين ومعارضة التغييرات التي حدثت في مصر بعد الاطاحة بالرئيس محمد مرسي في يوليو الماضي وتدخلها في شؤون الغير.

ازمة قطر مع اعضاء في مجلس التعاون الخليجي وتخلي الكويت وسلطنة عمان عن وساطتهما بسبب تعنت الدوحة زاد من عمق الأزمة في البيت الخليجي من ناحية ومن عزلة الدوحة العربية من ناحية اخرى بعد ان كانت تستأثر بدور قيادي في دعم ثورات الربيع العربي.

الانفتاح الأخير على عمان يهدف الى الخروج من عزلة قطر السياسية، لكن الأردن حريص على ان لا يتم ذلك على حساب علاقة عمان الاستراتيجية مع السعودية والامارات. عبر الأردن عن رفضه للخلافات داخل البيت الخليجي وحاول التوسط لكنه جوبه بالرفض. في المقابل فان عمان لا يمكن ان تصد ابوابها بوجه زعيم عربي يريد زيارتها.

دور قطر في عدة ملفات عربية معروف وهام، والملك كان حريصا على مناقشة الملفين السوري والفلسطيني مع الأمير القطري وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالمصالحة الفلسطينية ودعم المعارضة السورية بحيث لا يتعارض ذلك مع المصلحة الاردنية. من هذا المنطلق يستطيع الأردن تبرير زيارة الأمير القطري دون ان يؤدي ذلك الى تأزيم العلاقة مع حلفائه الخليجيين.

من ناحية اخرى يبحث الأردن عن حل لانهاء تأزم العلاقات مع الدوحة التي عارضت دخول الأردن منظومة مجلس التعاون الخليجي ولم تف بالتزاماتها المالية بدعم الخزينة الأردنية بنحو مليار ونصف المليار دولار. ومن المهم الأخذ بمصالح الأردن الأخرى من حيث حجم العمالة الأردنية في قطر والتي تصل الى نحو ثلاثين الف اردني اضافة الى التشديد القطري على منح الأردنيين تصاريح عمل وسمات زيارة.

لن يتدخل الأردن في الأزمة الحاصلة داخل البيت الخليجي، لكنه حريص على تحسين العلاقات الثنائية مع قطر دون ان يكون ذلك على حساب علاقاته الخاصة مع السعودية والامارات. زيارة الأمير القطري قد تؤدي الى علاقة افضل بين الدوحة وعمان لكنها لن تنهي الجدل حول دور قطر الخلافي في مصر وغيرها. مشكلة قطر ليست مع الأردن، الحريص على علاقات متوازنة مع كل الدول العربية، وانما في الدور الذي تسعى للعبه في العالم العربي. اذا ارادت قطرعلاقات متوازنة مع الأردن فستجد ما تريد لكن عمان لكن تدخل في لعبة محاور على حساب مصالحها!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.