صحيفة الكترونية اردنية شاملة

إسلاميون وعشائر

0

من سوريا والعراق الى اليمن وليبيا حيث تنتشر الصراعات المسلحة هناك قوتان رئيسيتان تظهران على السطح في مقدمة حملة السلاح وهما (١) التيارات الاسلامية ( متطرفة ومعتدلة ) . (٢) العشائر في مناطق المدن والأرياف والصحاري .

هذه الحقيقة تبدو كالشمس في وضح النهار على ارضية الصراع في العراق ، فالثورة هناك تقودها هاتان القوتين ولا يقلل من حقيقة هذا الامر الجدل القائم في وسائل الاعلام حول هوية الثوار فيما اذا كانت أغلبيتهم من العشائر ام من داعش ؟.

عندما تفجر الصراع بين القوى الاجتماعية في ظل الربيع العربي نتيجة لجوء الانظمة الى القمع والقتل بالجملة والتسلح بالطائفية البغيضة نشأ مناخ جديد يغذي التطرف فظهرت داعش وجبهة النصرة في كل من سوريا والعراق . والقاعدة في اليمن بينما تقاسمت العشائر العربية في ليبيا مناطق النفوذ مع الاسلاميين .

القمع والتعصب الطائفي من قبل حكام سوريا والعراق خلق البيئة المناسبة لنمو داعش والعشائرالمسلحة معا، ذلك انه عندما يتم تغييب الهوية الوطنية والثقافية الجامعة للشعب لصالح هويات ضيقة ، خصوصا الطائفية منها ، فان ردة الفعل عند التيارات الاجتماعية المختلفة من طوائف وعشائر هي العودة الى الولاءات الجزئية والفئوية ، فالإسلام السني يصبح مستودعاً لداعش كما يصبح رايات لجماعات عشائرية ثائرة ضد انحياز السلطة وسياسات الإقصاء .

ما يمر به العراق وسوريا من صراعات تحمل رياح تغيير هائلة في الجغرافيا السياسية وفي شكل الانظمة وهويتها يفرض على الاردن والأردنيين ( بوصف وطنهم مستهدف في مشروع الدولة الداهشية لانه جزء من بلاد الشام ) ان يستغلوا هذا الامن والاستقرار الذي ينعمون به من اجل تحصين الدولة وقبل ذلك المجتمع من اي تطورات مفاجئة قد تحملها الأحداث الدراماتيكية التي تجري في الشرق والشمال .

وأول المطلوب تركيز الدولة وباهتمام كبير واستثنائي على القوتين المذكورتين أعلاه : الإسلاميون والعشائر ، وذلك في اطار خطة شاملة لسد الثغرات سواء تلك المتعلقة بالمشاركة السياسية او الوحدة الوطنية .

لا يمكن فهم السياسات التي تمنع اكبر حزب في البلد من عقد مؤتمره العام في قاعات للدولة فيضطر لعقده في خيمة وسط العاصمة ، كما لا يمكن فهم السياسات التي تعجز عن بناء جسور التفاهم والتواصل مع مدينة معان وأهلها الذين يعيشون منذ سنوات حالة من عدم الأمان والاستقرار نهبا للأحداث الطارئة اوالمنهجية !.

في هذا الزمان العربي وفي ظل هذه المتغيرات العاصفة الحبلى بالمفاجاءات لا يصان امن الاردن وسلامة مستقبل شعبه بالاتفاقات الأمنية مع أمريكا وحدها ، فها هو اوباما يسعى وراء ايران من اجل مساعدته على مساعدة جيش المالكي وهو ما ينطبق عليه القول بانه اصبح أعمى البصر والبصيرة ، لان ايران أصل مشاكل العراق كما هي محرك الشر في سوريا واليمن .

امن اي بلد ينبع من إرادة شعبه وصلابة بنيته السياسية والاجتماعية ، الخارج وضماناته لم تنفع احدا هذا ما يقوله الدرس الاول في زمن الربيع العربي. …. امن الاردن اليوم اكثر من اي وقت مضى هو مسؤولية كل اردني ، مسؤلية أهل المدن والعشائر والأحزاب وفي مقدمتها جماعة الاخوان وحزبها ، كل هذه الفئات والتيارات يجب ان تتحول الى رديف عملي وقوي للجيش والأمن ولكل هولاء الساهرين على امن الوطن لحمايته من الارهاب والتخريب .

جماعة الاخوان الاردنية لم تكن يوما محظورة ولا غير شرعية وهي معتدلة وراشدة (ومنا وفينا) ويجب على الدولة ان تمد الجسور معها لانه لا مصلحة للأردن والأردنيين الانخراط في حملات الإقصاء والتطهير الجارية ضد الاخوان عند بعض الدول ، اعتدال جماعة الاخوان ومنهجها وقوتها الشعبية المعتدلة وامتداداتها بين الاردنيين من مختلف المنابت والأصول يجعلها ضمانة قوية ضد جماعات التطرف والإرهاب في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بمن حولنا .

والعشائر الاردنية هي محور انتماء الاردن وركيزة قوته وهي كانت خط الدفاع المجتمعي الصلب في كل مرة واجهت فيها الدولية تحديات كبيرة ، لقد فشلت السياسات الحكومية على مدى السنوات السابقة في الاقتراب من صلب المطالب والشكاوى العشائرية خاصة في الجنوب ومعان وحان الوقت لتصحيح ما تهدم من أواصر الترابط بين العشائر او بعضها وبين الحكومات والدولة ، هذه هي المهمة الوطنية الراهنة وهي أمر لا يحتمل التأجيل ، من اجل ان يظل الاردن بعشائره وإسلامييه نموذجا مختلفا وأمثولة مغايرة ومختلفة لدولة قادرة على احتواء القوى المجتمعية وتياراتها وسط انظمة من حولنا تشن الحروب على شعبها وتحمل المعاول والبراميل المتفجرة لتقسيم الاوطان والمجتمعات فكان هذا الوباء المستشري من العنف والإرهاب والقتل والتدمير وحمى الله الاردن.

[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.