صحيفة الكترونية اردنية شاملة

تحليل سياسي!

0

اميركا والغرب ضد نظام الأسد، لكن الأخير حليف عراق نوري المالكي. والمالكي مع نظام الأسد فذلك يعني ان الغرب معه ايضا! اما ايران فهي مع الأسد والمالكي، لكن الغرب ضد ايران من حيث المبدأ. نظام طهران يتعاون مع المالكي ويدعمه بمراقبين من الحرس الجمهوري وفيلق القدس، وكذلك واشنطن التي ارسلت 300 مستشار عسكري من البنتاغون لدعم الحكومة العراقية في مواجهة تنظيم داعش والثورة السنية. هذا يعني ان طهران وواشنطن تدعمان نظام المالكي في العراق. لكن تنظيم داعش ضد الجميع، مع انه يقال انه صنيعة ايران والمخابرات الاميركية ونظام الأسد. هذا يعني ان تنظيم داعش حليف لايران واميركا ونظام الأسد.
في المقابل فان نظام الأسد لا يتعرض لتنظيم داعش في سوريا، لكنه يغير على مواقعهم في العراق. فأين يقف تنظيم داعش من سوريا الأسد؟ واشنطن لا تعير اهتماما بوجود داعش في سوريا، لكنها تستعد الآن لضربهم في العراق. اين تقف اميركا من داعش؟ روسيا تقف مع نظامي المالكي والأسد وتحارب الارهاب الداعشي، لكنها تدعم الانفاصليين في اوكرانيا. واذا كانت اميركا تدعم نظام المالكي فانها تتفق مع ايران وروسيا، لكنها ليست متأكدة من موقفها من نظام الأسد والمعارضة المعتدلة. واذا كان نظام الأسد يعارض التنظيمات الارهابية في سوريا فانه يتفق مع موقف واشنطن وروسيا والعراق وايران.
تدخل اميركا في العراق الآن قد يبدو انه يدعم شيعة العراق ضد السنة، لكن ذلك يتعارض مع التزام واشنطن المبدأي بمساندة السنة كالسعودية ضد التمدد الايراني. ودعم السنة، اذا ما قررت اميركا ذلك، يعني انهم في صف الثورة السنية في العراق، بمن فيهم مقاتلي داعش!
اما داعش فانها تدعي اعلان الحرب على الشيعة لكنها قتلت من السنة الكثيرين. فأين موقفها الحقيقي؟ واذا كانت هي عدوة نظام المالكي فكيف انسحب الجيش العراقي امامها دون قتال؟ واذا كانت ايران حليفة المالكي فلم لا تعيد اليه عشرات الطائرات العراقية التي هربها صدام حسين الى طهران ابان الغزو الاميركي؟ واذا كانت اميركا مع المالكي فلم لا تستجيب لطلبه ضرب مواقع داعش والثوار من خلال غارات جوية؟
واذا ما قررت واشنطن فعل ذلك فلم تأخرت عن مساندة ثوار سوريا وضرب داعش وغيرها هناك؟ ولماذا يختلف قصف داعش في العراق عن فعل الشيء نفسه في سوريا؟ ايران والعراق وسوريا حلفاء، واميركا والعراق حلفاء، وروسيا والعراق وايران وسوريا حلفاء، واميركا والسعودية والخليج حلفاء، ويبدو ان مصالح الكل تلتقي في نقطة ما.
لن نفهم ابدا ما يجري على الساحة اليوم. حلفاء اليوم هم اعداء الأمس واصدقاء الغد. المنطقة تتعرض لمغامرة سياسية كبرى لم تعهدها منذ سايكس-بيكو. الاكراد هم حلفاء اميركا واعداء المالكي. وهم على وشك اعلان دولتهم المستقلة. تركيا تعيد حساباتها بشأن المقاتلين المتوجهين الى سوريا. والكل يحاول ان يعيد حساباته مع نظام الأسد. المنطقة تعيش فوضى جيوسياسية اشبه بالايام التي تلت نهاية الحرب العالمية الاولى. ليست خلاقة لكنها خلافية والنتائج النهائية ستحتاج الى سنوات لتظهر الى العيان!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.