صحيفة الكترونية اردنية شاملة

من معارض إلى مؤيد والعكس صحيح

0

لفتة مهمة صرح بها الملك في لقائه الاخير مع فعاليات اقتصادية رسمية واهلية وهي مسالة تحول الشخص من معارض الى مؤيد للسياسات والعكس صحيح، حسب المنصب الذي ينتقل اليه ذلك الشخص.
هذه ظاهرة باتت سلوكا عاما لدى العديد ممن ينتقلون للعمل من القطاع الخاص والاهلي الى القطاع العام، إذ تجدهم أسوأ من يضع السياسات على القطاعات التي كان يمثلها، وعندما يخرج من المنصب العام، يعود من جديد الى دور المعارض للسياسات الرسمية، وكأنه لم يكن مشاركا فيها من قبل.
من هنا تجد الغالبية الصامتة لا تؤمن بمبدأ المعارضة للسياسات الحكومية، على اعتبار أن معارضيها ليسوا أصحاب مبادئ، وإنما من أصحاب الاجندات الخاصة التي يسعون الى فرضها وتطبيقها لتحقيق المنفعة الشخصية البعيدة كل البعد عن المصلحة العامة، وهم لا ينظرون الى الوطن الا من خلال المنافع التي يكتسبونها.
مشهد تقلب الادوار بين معارض ومؤيد، حسب المنصب والمنفعة التي يحصل عليها ذلك الشخص، زادت من فجوة عدم الثقة بين الشارع والمؤسسات الرسمية والاهلية، فلم يعد احد، خاصة من فئة الشباب الباحثة عن الحياة الكريمة، يؤمن بالخطاب الاصلاحي الذي يتغنى به البعض.
هذه هي المشكلة الاساسية الي يواجهها رئيس الوزراء عبد الله النسور، فالغالبية لا تصدق كلامه، ولا تثق بأية جملة يتفوه بها، والكل يراه أنه يقود العملية الإدارية في الدولة وفق أسلوب الفهلوة والتذاكي.
النسور هو من جنى على نفسه بهذا الوصف، وهو من يتحمل مسؤولية عدم الثقة به، فانتقاله من دور المعارض الشرس في البرلمان وقبلها في مختلف المنابر الى رئيس للوزراء يطبق وينفذ كل ما عارضه حرفيا، لا بل ويدافع عن تطبيقه بشكل فاضح، متناسيا كلامه قبل وصوله الى الدوار الرابع.
الامر لا يقتصر على النسور، فهناك الكثير من وزرائه الذين كانوا يتحدثون بشكل ما قبل توليهم المنصب العام، وتغيروا وانقلبوا على كل ما كانوا يتغنون به، لا بل ان بعضهم بمجرد انتقاله من القطاع الخاص الى القطاع العام تناسى مشاكل قطاعه الاساسي، وبدأت تسيطر عليه عقلية الجباية في التعامل مع القطاع الخاص.
البعض الاخر عمل لسنوات طويلة في المؤسسات الدولية والاقليمية، وها هو بمجرد توليه المنصب العام نسي معايير النزاهة والشفافية، واخذ يمارس دورا عرفيا في ادارته لشؤون وزارته.
لا يمكن لمبادئ أي شخص أن تتغير بتغير المنصب، الا اذا كان من ضعاف النفوس، وكان يتخذ تلك المبادئ وسيلة للتسلق للمنصب العام، كخطوة رئيسية نحو الثراء الفاحش والجاه والسلطان.
[email protected]
[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.