صحيفة الكترونية اردنية شاملة

لو أن ‘الليدي غاغا’

0

لو عرضنا كل الوطن العربي ، بأرضه ونفطه ونخله وصحرائه وقمحه و انقسامه واقتتاله على خبير عقاري بغية البيع ..ترى كم يساوي في هذه اللحظة؟…

لو عرضنا دماءه ،واشلاءه ، وانفجاراته ، وسياراته المفخخة ، وبراميله المتفجرة ، والبيوت المهدّمة على تاجر “خردة وحديد مستعمل”…ترى كم يساوي في هذه اللحظة؟..

لو عرضنا كراسي الأنظمة العربية ،وصولجاناتها، ومقاعدها وأسرتها ،وخزائنها ومخازنها على “مُنجِّد” وخبير “موبيليا” وأثاث مستعمل …ترى كم تساوي في هذه اللحظة؟…

لو عرضنا دموع الأمهات ، أنات الأطفال، انكسارات اليتامى ،حسرات الأرامل ، حنق اللاجئين على ملك الموت او مالك “الحزين”..ترى كم يساوي الحزن العربي في هذه اللحظة؟…

***

في حفل توزيع الأوسكار الأخير صعدت الليدي “غاغا” على خشبة المسرح لتغني مقتطفات من أغاني فيلم “ذا ساوند اوف ميوزيك” ، وفي الدقيقة الأولى التي لامست قدماها الخشبة كان يكتب على “الفيس بوك” أكثر من 214 ألف تعليق ، وعلى تويتر أكثر من 60 الف تغريدة تشيد بطلّتها وصوتها…وما ان انهت وصلتها السريعة حتى كان الملايين من الاعجابات والتعليقات تشغل مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف دول العالم..

ماذا لو ان الليدي غاغا..صارت العراق ، وصعدت على خشبة المسرح لتغني بصوت يشبه صوت الأمهات اللاهثات من حرب ال حرب ومن موت الى موت.. كم تعليق ومشاركة واعجاب ستنول..!.

ماذا لو ان الليدي غاغا..صارت سوريا..وصعدت على خشبة المسرح لتغني بصوت الأطفال الخارجين للتو من طحين الاسمنت والطوب ..كم تعليق ومشاركة واعجاب ستنول؟؟…

ماذا لو ان الليدي غاغا..صعدت خشبة المسرح وارتدت البرتقالي ويداها خلف ظهرها تدعو وتبتهل ان يرحمها الله من حد السكين او السنة اللهب..كم تعليق ومشاركة واعجاب ستنول؟…

ماذا لو ان الليدي غاغا..تعثّرت على مسرح الوحدة والاستقلال وسقطت…فصارت اليمن؟ صارت ليبيا؟ صارت مصر؟ صارت لبنان؟ صارت فلسطين؟..

كم عدوا سيصفق للسقوط!!.

سواليف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.