صحيفة الكترونية اردنية شاملة

احياء المبادرة العربية الميتة من البحر الميت !! ‎

0

اخشى ان يساء استغلال قمة البحر الميت اسرائيليا وامريكياً ، بعد اعلان احياء المبادرة العربية ( الميتة من البحر الميت )من اجل التلويح بوعود لحل القضية الفلسطينية تُضمر نوايا بالسعي لفرض حل يصفي القضية انطلاقا من حالة الضعف المزرية للعرب . خاصة بعد ما قيل بان الرئيس الامريكي الجديد يعد مشروعاً لهذا الحل ، لذلك قام بارسال مبعوث الى اسرائيل والسلطة الفلسطينية وعدد من العواصم العربية عشية انعقاد القمة بالاضافة الى ما يجري الان في واشنطن من محادثات امريكية اسرائيلية اعلن انها تتناول مسألة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة .
تحت ظل هذه المخاوف ، فان اعادة احياء المبادرة العربية لحل المشكلة الفلسطينية في هذه القمة تتخطى حدود الفهم ، فلا الظروف ولا حالة العرب ولا موازين القوى خاصة في محيط اسرائيل ولا وضع السلطة والمقاومة يسمح بالحديث عن تسوية بالحد الأدنى ، ولا حتى بالحد فوق الصفر بدرجة واحدة !. وكأننا ، بالحديث عن سلام وتطبيع ، في ظل تصاعد عنيف وغير مسبوق للاستيطان والتهويد والضم ، نعيد سيناريو دافوس الاول في البحر الميت الذي زف بشارة الازدهار والسلام والأمن للشعوب العربية ليغطي كارثة غزو العراق وتدميره وانهيار جداره الذي تبعته ولا تزال انهيارات على الارض العربية كأحجار اللوغو .
لا اعرف الحكمة من نفض الغبار عن مبادرة رفضتها اسرائيل منذ ١٦ عاماً واستبدلتها بمشاريع تهويد واستيطان في القدس الشريف المحتل وفي الضفة الغربية المحتلة بما يؤكد بان دولة الاحتلال عازمة على ضم ما تبقى من الارض الفلسطينية اليها .
يا قادة الامة ، يا من اجتمعتم في البحر الميت فلسطين ليست فلسطين بحاجة الى مبادرة عفى عليها الزمن لأنكم ان نظرتم من فنادق البحر، في الليل ، الى الضفة الاخرى ( ومن المؤكد أنكم فعلتم ذلك ) ستجدون على امتداد رؤوس الجبال وعلى الشاطئ الاخر سلسلة اضواء ممتدة هي اضواء المستوطنات التي ابتلعت القدس الشريف وقطّعت أوصال الارض التي يفترض انها ارض قيام الدولة الفلسطينية . لا الأقصى بقي اقصى وثالث الحرمين ( اصدرت حكومة نتنياهو اثناء انعقاد القمة قرارا يسمح لوزرائها باقتحام المسجد لاقامة الشعائر اليهودية فيه ) . ولا الضفة هي نفسها قبل حدود الرابع من حزيران ، فالحل الذي تريد حكومة اسرائيل فرضه هو ( دويلة فلسطينية في غزة المحاصرة منها ومن العرب ، مع كانتونات في الضفة بغير سيادة ) مع تطبيع كامل يجر جميع العرب الى تحالف مع اسرائيل بدعوى مواجهة الخطر الايراني .
ياقادة الامة يا من حللتم اهلًا ووطئتم سهلا في وطنكم الثاني وبين اهلكم الاردنيين ان املنا بكم كبير بان تعودوا الى أوطانكم وفي العين والعقل منكم مشاهد الارض الفلسطينية على الجانب الاخر من البحر الميت ، وما تثير في النفوس الحرة من الم وحسرة ، تدفعكم الى التشبث بمواقفكم التاريخية الرافضة للاحتلال ، وان لا تنخدعوا بمشاريع ترامب المقبلة ولا بشعارات نتنياهو عن السلام فالوقت ليس وقت مبادرات ، انما زمن ” نهوض العنقاء من وسط الرماد ” والتمسك بقوة بمواقف عربية تدافع عن القدس وهويتها ومسجدها ، وعن وفلسطين ومركزيتها ، ان تتمسكون (بلا ) قوية لأية مشاريع مقبلة ، ظاهرها سلام وباطنها استسلام وتطبيع مع حكومة العدو الذي لا تهمل ساعة من الوقت في تهويد القدس الشريف “التي وصفها الناصر صلاح الدين بدرة خاتم الاسلام ” و زرع كل مناطق الضفة المحتلة بالمستوطنات والمستوطنين .
الظروف وحالة الفلسطينيين تستدعي مبادرة من اسرائيل ، وليس من العرب ، مبادرة توقف على الأقل مشاريع التهويد والاستيطان والقتل والاعتقال والحصار .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.