صحيفة الكترونية اردنية شاملة

هل اقترب النفط من ‘توازن طال انتظاره’؟

0

48 ساعة كانت فاصلة بين عنوانين متناقضين سيطرا على عناوين الصحف العالمية بشأن النفط، في إشارة إلى درجة التخبط الملحوظ الذي يمر به الخام بحثاً عن اتجاه واضح.

وعانى الذهب الأسود من خسائر حادة في النصف الأول من العام الجاري والمنتهي يوم الجمعة الماضي، لكنه سجل انتفاضة قوية في الثماني جلسات الماضية، محققاً أطول سلسلة من المكاسب اليومية منذ أكثر من 5 أعوام.

هل يتعافى النفط؟

شهد النفط ارتفاعات متتالية خلال الجلسات الثماني الماضية، محققاً أطول سلسلة مكاسب منذ فبراير من عام 2012.

وصعد سعر خام برنت القياسي من مستوى 44.82 دولار للبرميل عند تسوية تعاملات 21 يونيو الماضي إلى 49.68 دولار عند إغلاق أمس الاثنين، مسجلًا مكاسب بنحو 10.8%.

وجاءت مكاسب النفط مؤخراً بدعم تراجع المخزونات الأمريكية من الخام على مدار الأسابيع القليلة الماضية، بالإضافة إلى هبوط عدد منصات التنقيب الأمريكية للمرة الأولى في 24 أسبوعاً.

وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قد أعلنت ارتفاع مخزونات النفط بشكل طفيف بلغ 100 ألف برميل في الأسبوع الماضي، بعد هبوط ملحوظ على مدار الأسابيع الماضية.

وأعلنت شركة “بيكر هيوز” يوم الجمعة الماضي، أن عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة تراجع بمقدار منصتين، في أول هبوط بعد 23 أسبوعاً متتالياً من الارتفاع.

ومن شأن هبوط عدد منصات التنقيب الأمريكية أن يشير إلى اتجاه لهبوط مستقبلي للإنتاج النفطي الأمريكي الآخذ في الارتفاع خلال الأشهر الماضية.

وكانت بيانات قد أظهرت تراجع الإنتاج الأمريكي من النفط بنحو 100 ألف برميل إلى 9.3 مليون برميل يوميا في الأسبوع قبل الماضي، في أكبر هبوط أسبوعي منذ يوليو 2016.

خسائر قوية منذ بداية العام

ومع حقيقة التعافي القوي لأسعار النفط خلال الجلسات الماضية، لكنها لا تزال منخفضة بنحو 12% عن قيمتها التي سجلتها في بداية العام الجاري.

وسجل النفط أكبر خسائر نصف سنوية منذ 20 عاماً تقريباً، بعد أن هبط الخام الأمريكي “نايمكس” بنحو 14.3% في أول 6 أشهر من العام الجاري.

وتأثر الذهب الأسود سلباً بزيادة أنشطة التنقيب والإنتاج والمخزونات في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى طفرة الإمدادات في بعض الدول خاصة إيران وليبيا والعراق ونيجيريا، ما أظهر تخمة من المعروض مقابل الطلب.

كما تأثرت معنويات المستثمرين في النصف الأول من العام الحالي سلباً باتفاق تمديد خفض الإنتاج بين أوبك ودول من خارجها بنفس وتيرة الخفض التي كانت مطبقة عند 1.8 مليون برميل يومياً.

مخاطر في الأفق

رغم التعافي الحالي لأسعار النفط، فإن المخاطر التي تظهر في الأفق تهدد بتحول الاتجاه السعري إلى الهبوط في الفترة المقبلة، خاصة بفعل الإمدادات والمخزونات العالمية.

وكان “جودلمان ساكس” قد خفض توقعاته لسعر خام برنت خلال الثلاثة أشهر المقبلة إلى 47.50 دولار للبرميل، مقارنة بتقديراته السابقة والبالغة 55 دولاراً للبرميل.

وأشار البنك الأمريكي إلى أن انتعاش الإنتاج في دول مثل ليبيا ونيجيريا من شأنه أن يشكل عامل ضغط على محاولات تقليص المخزونات العالمية من الخام.

وكان مسح لوكالة “بلومبرج” قد أظهر ارتفاع إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك خلال الشهر الماضي لأعلى مستوى في عام 2017.

وقدر المسح أن إنتاج دول أوبك ارتفع بمقدار 260 ألف برميل يومياً في شهر يونيو الماضي ليصل إلى 32.5 مليون برميل يومياً.

وبالإضافة إلى توقعات استمرار ارتفاع الإنتاج من أوبك، فإن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية كانت قد أشارت إلى أن الإمدادات من الولايات المتحدة سوف تتجاوز حاجز الـ10 ملايين برميل يومياً للمرة الأولى على الإطلاق في عام 2018.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.