صحيفة الكترونية اردنية شاملة

نصابون ولصوص = عصابات

0

تحت عنوان ” عصابات خمس نجوم” كتب فهد الخيطان في مقالته بالغد – الخميس – عن ظاهرة نصابين يقودون سيارات فارهة، يتسولون بمزاعم حاجتهم لتسديد فواتير مستشفى وحتى ثمن وقود لسياراتهم! هذه الظاهرة تتعدد بطرقها وأساليبها مثل قيام نساء يرتدين ملابس ثمينة وأنيقة بالتجول بين البيوت، يطرقن أبوابها لطلب المساعدة من أصحابها بزعم حاجتهن لأجرة المنزل أو لثمن علاج طفل يرقد في المستشفى. وتسمع من جار أو صديق قصصا مختلفة عن مثل هؤلاء النصابين، حتى أنك تتخيل انهم في كل شارع أو حي.
غير أن ما كان يلفت الانتباه خلال الأيام الأخيرة من رمضان، عشية عيد الفطر، انتشار مجموعات من شخصين أو ثلاثة يرتدون ملابس عليها شعار أمانة عمان، يقرعون الأبواب طالبين (عيديه) زاعمين بأنهم يعملون على سيارات الحاويات أو من اجل رش الحديقة للقضاء على الحشرات والفئران الخ. وبالتأكيد لا علاقة لعمال الأمانة بهم فعمال الوطن معروفون بسلوكهم وأدبهم. وقد قابل السكان هذه المجموعات بالشك والريبة ولوحظ أن هؤلاء يتصرفون على عجل، وان سيارة تقف على بعد بانتظارهم للانسحاب من المنطقة.
أيضا لا تتوقف أخبار سرقة المنازل والمحلات في عمليات تشبه ما تعرضه الأفلام ، وإذا كانت قوات الأمن تنجح في القبض على اللصوص في معظم الحالات ، فان وقوع مثل هذه السرقات وانتشارها يدفع المواطنين إلى تكبد أعباء مالية كبيرة بتركيب أجهزة إنذار وكاميرات لحماية منازلهم وممتلكاتهم ، مع تنامي القناعة بان ما يسرق ، في معظم الحالات ، لا يسترده أصحابه حتى ولو قبض على اللصوص لان المسروقات خطفي غالبا في سراديب الأسواق السوداء ، على سبيل المثال سرق منزلي قبل ١٠سنوات ولا اعرف حتى اليوم أن كان اللصوص قد وقعوا في قبضة الأمن أم لا ، وهو ما يدفعني إلى طرح اقتراح اقتبسه من فكرة احد ( المسلسلات ) الذي يحكي قصص فريق من الباحثين ورجال الأمن ، مهمتهم فتح القضايا الجنائية التي يغطيها الغبار فوق الرفوف بينما اللصوص طلقاء .
اعتقد أن مواجهة تفشي ظاهرة النصابين واللصوص لها أسباب أمنيه واقتصادية،في مقدمتها هذا التدفق الكبير للاجئين على البلاد نتيجة الأوضاع المأساوية في سوريا والعراق، وانا هنا لا اتهم اللاجئين فهم اخوه جار عليهم الزمن.، كما أن اللصوص لا يُعرفون بجنسيتهم إنما بأجرامهم، ما اقصده أن هذا النمو السكاني الاستثنائي في البلاد بوجود أكثر من ثلاثة ملايين من غير الأردنيين (حسب الإحصاء الأخير) يضع أعباء أمنية كبيرة وهائلة على دوائر الأمن لكي تقوم بواجباتها بالطريقة المثلى. حماية لأمن المواطن وممتلكاته، وهو ما يتطلب موازنات أكبر من إمكانات البلاد من اجل زيادة عدد الأفراد والمعدات والمراكز.
عمان أصبحت (عمانيات) وأخطر ما في الأمر وجود شعور عام (بان الأمن مش ملحق). ومن باب الاقتراحات أيضا حبذا لو تبادر أمانة عمان وبلديات المدن الأخرى إلى مساعدة رجال الأمن بوضع حراس مدنيين ليليين في الشوارع والأحياء (مثل أيام زمان) لرصد اللصوص ورصد أي حركة غريبة … إذ من غير المعقول أن تقوم العصابات بتفريغ محل بكامل محتوياته ونقل خزائن وبضائع بكل هذه السهولة.
أخيرا.. أن انتشار هذا الكم من السرقات ومن النصابين يؤشر على وجود عصابات (ليس مجرد أفراد) لها رؤوس ومدبرين وهذا أخطر ما في الأمر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.