عام دراسي

عشية بداية العام الدراسي اكتب هذه الكلمات تملأها عاطفة خاصة يصعب وصفها . فعلى مدى ما يقرب من ربع قرن كنت اشارككم هذه المناسبة . في هذا العام تخرج آخر العنقود و بقيت الجامعة تجمع اهتمامنا المشترك . فوددت ان ابدي النصيحة والرأي من مجرب ومهتم وناصح ان شاء الله .
اعلم حرصكم الكبير على اختيار المدرسة والمعلم وان يبذل ابناءكم غاية الجهد في التحصيل وهو امر في غاية الاهمية وتشكرون عليه .
ولكن لاتنسون امرا في غاية الاهمية لمصلحة ابنائكم اولا ولمصلحة المجتمع والوطن والامة . وهذا الامر قد تغافلت مناهجنا ودولتنا عن اعطائه حقه واعتباره .
فعلى المستوى الشخصي حري بكم ان تخرجوا للمجتمع مواطنا يؤمن بالتنافس الشريف وذلك من خلال متابعتكم لتحصيله الدراسي ونظرته لزملائه المنافسين لتصوبوا فيه كل نزعات الحقد والغاء الآخر ، وان تبثوا فيه القناعة اولا ، وان لكل مجتهد نصيب ، وان الباب مفتوح على مصرعية لكل من يريد الازدياد من العلم والادب والابداع بهما ، وان احدا لا يمكن ان يمنعك نصيبك الذي قدره الله لك ما دمت تأخذ بالاسباب وتقدم الجهد المطلوب .
وازرعوا في نفوس ابناءكم ثقافة العيب والنفور من كل ما ساء من الاخلاق والتعدي على حقوق الآخرين تحت مسميات الواسطة والمحسوبية.
لتكونوا مثال يقتدي في السلوك السوي والصحي ابتداءا من تجنب العادات المرفوضة من السهر الذي يحرمهم من نوم يريح الجسد والاعصاب يتبعه نهارا مليئا بالنشاط والحيوية . واقلعوا انتم اولا عن عادات التدخين والارجيلة امام ابنائكم .
لا تتركوا افكار واتجهات ابنائكم للمجهول ، او ان يكونوا مجالا خصبا يزرع فيه المفسدون تصورات وقناعات مزيفة وبعيدة عن ثوابتنا ومصالحنا العليا في تحقيق الخلق السامي والسلوك الرشيد .
واخيرا وليس آخرا المدرسة جزء من التربية وليست المصدر الوحيد فلا تتنازلوا عن حقكم في المشاركة الفاعلة في صنع جيل المستقبل وفق ما تريدون لا وفق ما يخطط له المتربصون .
وفقنا الله واياكم للخير والسداد ودمتم بنعمة الله شاكرين .