صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الـعــيش بسلام مع القـطـيع…!

0

بعد اكتشافي مؤخرا أنني أعيش في المدينة الأردنية الفاضلة، التي تتمتع بحرية الرأي وعدالة القوانين، وغياب الفساد والفاسدين، وبحبوحة العيش التي انعكست على دخل المواطنين، وسهر الحكومات والنواب على سعادة الشعب، قررت وبلا رجعة أن أعيش بسلام مع القطيع.

ما يعجبني في عيشة القطيع أنه يحيا ليومه، ولا يُشغل باله أو يقلق على المستقبل مطبّقا سياسة: ” أكل.. شرب.. نام “. وهذا ما قد يخلّصني من القلق على مستقبل الوطن، ولو من خلال أحلام نهارية وكوابيس ليلية مزعجة. وقد يدفعني ذلك لتناسى ما يقارب 40 عاما من الشقاء الممزوج بجرحين غائرين في الجسم، دفاعا عن نظامه وكيانه السياسي.

والسؤال الذي أطرحه على نفسي هو: لماذا القلق وإرهاق فكري بقضايا الوطن، طالما أن لدينا حكومات متعاقبة تتولى هذه المسؤولية الثقيلة، يسندها مجلس نواب قوي يمثل مختلف أطياف الشعب. فأنا شخصيا أثق بهذين المجلسين المتوارثين منذ إنشاء الدولة.

ودافعي إلى ذلك هذه الانجازات الاقتصادية العظيمة، والنهضة السنغافورية الرفيعة، التي ارتقت بالأردن إلى مصاف الدول المتقدمة. إنها سعادة الشعب التي سعت إليها وحققتها حكوماتنا الموقرة بكل جدارة.

يقول الدكتور المصري عاطف الغمري ما يلي وأقتبس: ” إن السعادة كهدف عام للدولة، تصبح انعكاسا لما تحقق في مجال رفع مستوى المعيشة، والارتقاء بحياة الناس، وحل مشاكلهم الأساسية واليومية، وإزالة المعوقات التي تكدّر عليهم حياتهم، وضبط السلوكيات بالقانون، وحرية المواطن في الاختيار، وأن يكون شريكا مؤثرا في القرارات التي تخصّه وتمسّه “. انتهى الاقتباس.

فمن الناحية الشخصية، أعتقد أن جميع هذه الشروط متوفرة في حكوماتنا السابقة والحالية. ولهذا أرى أن حلقة الأداء الوطني مكتملة، ولم يعد هناك حاجة إلى متطفلين أو متحذلقين، يقدمون للحكومات الأردنية مقترحات إصلاحية، أو أساليب جديدة لإسعاد الشعب، لاسيما وأن قطارها قد سار على السكة المطلوبة ووصل إلى شاطئ الأمان. وهكذا لم تعد تزعجنا فزّاعة الوطن البديل، أو مشروع الخيار الأردني الذي سيعقد جلساته في القدس بعد بضعة أيام، لأن حكومتنا الحالية وكذلك الحكومات اللاحقة، ستتصدى لمثل تلك الاجتماعات والمشاريع الخطيرة وتفشلها في مهدها.

هذه المواقف الإيجابية، تجعلني أهجر الكتابة فيما يتعلق بالشأن الوطني، والتي درجْتُ عليها منذ ما يزيد على عشرين عاما، لأن هناك حكومات ومجالس نواب أحرص مني على سلامة الوطن، وتمتلك القدرة في معالجة تلك القضايا بكفاءة واحتراف. وسأملأ فراغي بعد الآن بقراءة كتاب تغريبه بني هلال ومعارك الزير سالم، إضافة لقراءة الكتب التي تبحث في عالم الحشرات والحيوان، وأعيش بسلام مع القطيع في مدينتنا الفاضلة، مقتديا بالمثل الشعبي: ” اللي يتزوج أمي.. هو عمّي ” والسلام على من يطلب راحة البال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.