صحيفة الكترونية اردنية شاملة

رسالة الطبيب

0

شعور يدعو للشكر لله عندما تتاح لك الفرصة لتكريس الوحده الانسانية ممارسة يومية بشكل تلقائي لا تكلف به !
اذا كانت الوحده عند البعض هتافا فقد يسر الله لنا فرصة ان تكون جزءا من المرور الصباحي ومن قائمة عملياتك ومراجعي عيادتك وفيهم الايراني والبحريني والشيعي والسني والمسيحي والبوذي والكردي والسوري والعراقي والليبي والسوداني والباكستاني والافغاني والمغربي والغزاوي بالاضافة طبعا لابناء وطنك من كافة الاصول رجالا ونساء”
هذا على الاقل جزء من قائمة مرضاي الفعليه !
تمر عليهم جميعا تعطيهم نفس الرعاية والاهتمام . تفرح لهم جميعا وتتعاطف معهم جميعا بلا تمييز .
واذا ما حوسب الانسان على ذرة العنصرية والتمييز عند رب العالمين ؛ فانها بلا شك ستذوب خلف الدماء تراق من اجل الشفاء وستختفي بين دقات القلب تتسارع حرصا على مريض لا ترى منه سوى انسان قصدك من اجل ان تمد له يد العون وتمنحه الرعاية التي يستحق.
نعم ليست هتافا يصدر صدىً ولا جملا وابيات شعر تختفي عند اول امتحان ولكنها فكر وجهد وعاطفة تقضي بها نهارك وليلك توزعها بعدل على من شرّفت بخدمته . وحتى جزء من نومك صُرفت عنه قلقاً على إنسان . تنتظر الصباح تتلهف لسماع خبراً مفرحاً تبشر به مريضاً او قريباً له .
هذه هي رسالة الطبيب التي ينتظرها المريض واذا كان هناك استثناء فلكل قاعده شذوذ وحجمها يبقى ضمن دائرة المحصور قد تتوسع قليلا اذا ما ضاقت اخلاق المجتمع وحاصرته مافيات الجشع وتخلى عنه المسؤولون جهلا وكبرا وعدم تقدير .ونحن نبني على القواعد لا على الاستثناء .
ان تنظيم هذه المهنة المقدسة لا يمكن ان يأتي بالبرشوت ولا باستغلال ما فيها من مغريات مادية ! بل اهلها اولى بمعرفة امرها وتنظيم عملها !
لقد شاب تنظيم المهنة في الاردن سلوك مشبوه تدعمه الحكومة لن يقود الى خير ما دامت حكومتنا غافلة عما يحاك لهذه المهنة غارقة بعقلية المناكفة والمجاكرة ، والتهميش الظالم لمؤسساتها المنتخبة !!! فأهل مكة ادرى بشعابها وتجاوزهم يضر بمصلحة الوطن !!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.