صحيفة الكترونية اردنية شاملة

ترمب يبرىء ضميره ويمارس الارهاب

باعلان ترمب قراره بنقل السفارة الامريكية الى القدس، وبأن القدس عاصمة اسرائيل فإنه ينفذ مع نائبه الصهيوني الامريكي اليهودي (بنس) تعهداتهما اثناء حملتهما الانتخابية ويدعمان اسرائيل في مخططات بعيدة كل البعدعن السلام .
قرار يشبه وعد بلفور، وله تأثير القاء حجر في بئر وعلى العالم كله ان يخرجه ويخرج تأثيره عليه أو على الاقل العالمين العربي والاسلامي الذي عكر مياههما ورماهما بقفاز ضد العدالة الدولية والسلام كانا يأملان بتحقيقهما عبر وساطة أمريكا.
ترمب ونائبه يؤمنان بامور ليست صحيحة عن أسرائيل، ومن يطلع على شريط التسجيل الذي أطلقه نائب ترمب بنس لدعم اسرائيل معلنا ايمانه بديموقراطيتها وفي الخوف من جيرانها الذين سيمحونها فإنه حتما سيعرف سخافة ما يؤمن به من افكار تسوقها اسرائيل لطلبة المدارس تغذي فيهم الكراهية والارهاب، وهي مليئة بالاكاذيب والسخافات ضد العرب لصالح اسرائيل، ولا يعتقد اي سياسي بصحتها الا اذا كان من طينة ترمب و”بنس” .
كان العالم العربي يجتمع مع بقية الدول المؤثرة ومع امريكا ويتباحث في كيفية مواجهة الارهاب، وضرورة تجفيف منابع الارهاب وتجفيف مصادره المعنوية والمالية، ولكن الرئيس ترمب ونائبه وهذا القرار يدفعانني الى أن أصنفهما ممارسين للإرهاب وبأن أوضح بأن تعريف الارهاب (هو فرض حل بالاكراه على جهة يهدف خلق اجواء عنف وموجها ضد اتباع ديانة او سياسة معينة ويحقق مكاسب سريعة بالقوة).
وحسب هذا التعريف فإن ترمب يمارس الارهاب على الفلسطينيين وعلى الدول العربية عبر تنفيذ هذا الوعد وهذا القرار رغم انه لا يستخدم العنف المباشر لفرض المكاسب الا أنه يعطي الضوء الاخضر بأن تمارسه اسرائيل نيابة عنه..
أنني أعتقد جازما بأننا لم نكن نواجه ارهابا في الشرق الاوسط وفي فلسطين قبل إصدار وعد بلفور، وأن أي عمل تصنفه أمريكا إرهابا لم يصدر ابدا من أية جهة عربية قبل أن تؤيد أمريكا إسرائيل في عدوانها على العرب، ولم يكن لدينا ارهاب قبل مساندة أمريكا لإسرائيل بقرارات الفيتو التي منحتها هدية ومكافأة لاسرائيل على إحتلالها المستمر بفضل الرعاية والتغاضي الامريكي وممارسة سياسة العين المغمضة مع تصرفات اسرائيل العدوانية مثل قصف غزة وقصف قانا وقصف لبنان والاعتداء المستمر على سوريا وعلى الفلسطينيين طيلة 70 عاما منذ إحتلال فلسطين.

إنه الارهاب المباشر الذي مارسته إسرائيل، وإلارهاب الذي مارسته وتمارسه أمريكا في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي هو إرهاب مساند والمتمثل في الفيتو الامريكي المتواصل بوقوفها ضد العدالة والقرارات الدولية التي كان يمكن ان تصدر لصالح القضية الفلسطينية، والان ياتي تنفيذ قرارات مجلس الشيوخ باعتماد القدس عاصمة لدولة الاحتلال الذي ينفذه وعد ترمب الآن.
ان وعد بلفور وبعده خرائط سايكس بيكو فعلا العجب العجاب سياسيا في جسد الامة العربية، وبسبب وعد بلفور انتقلت اعمال الحرب والتهجير للفلسطينيين واحضار اليهود الى فلسطين.
ثم جاء الانتداب البريطاني ورسخ على ارض الواقع ايجاد دولة الاغتصاب وتحالفت بريطانيا واسرائيل ضد العرب في 1948 ، واتى الاحتلال في 1967 للضفة الغربية والجولان وسيناء ، واستمر الاحتلال لمكاسب اسرائيل في حرب حزيران ٥٠ خمسون عاما وحتى الان، وهو يمثل اطول احتلال في العالم مدعومٍ بالفيتو الامريكي لكل قرار ضد اسرائيل.
والان يأتي دور ترمب لينفذ وعده الانتخابي وينفذ قرار المجلس النيابي الامريكي باعتماد القدس عاصمة لدولة الاحتلال رغم ادعائه أنه وسيط السلام في هذه القضية!!!
علينا أن نقول للرئيس الأمريكي الذي يدعي بأنه يحارب الارهاب بأنه الان يدفع المنطقة لنوع جديد من العنف، وسيشعر الكثيرون بأنهم بين عنجهية وغطرسة اسرائيل وقوة أمريكا في فرض الامور ضد حقوق العرب والمسلمين فإن ذلك سيدفع فئة من المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية ولا يرون طريقا للوصول لحقوقهم بتحصيل الحقوق بالقوة والعنف لممارستهما ضد أمريكا وضد إسرائيل وذلك لأن كلا الدولتين يفرضان الامور فرضا على الفلسطيميين وخاصة بالدعم الامريكي المتمثل باتخاذ هذا القرار.

بالنسبة لي، فإن الرئيس ترمب قد مارس الارهاب بالأمس عندما تبنى هذا القرار وتبنى الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، وما شاهده العالم العربي والاسلامي من الشريط الذي أطلقه نائبه “بنس” حول مدى إيمانه وقناعته بإسرائيل وحبه لخدمتها يجعلان قبول إرساله لمقابلة الزعماء العرب لشرح موقف أمريكا حول القدس هو عمل فيه صلافة وسخرية من زعمائنا، لأنه ببساطة يماثل ارسال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للقيام بذلك، وأدعو الزعماء العرب للإعتذار عن إستقباله ولو بتأخير زيارته فما سيقوله لهم قد قاله في شريطه.
إرهاب ترمب وعشق نائبه لإسرائيل ينزع عنهما شرعية الوسيط العادل النزيه وهي صفة اساسية يجب أن تلازم اي وسيط في حل أي مشكلة.
بالنسبة لنا فإن ترمب وبنس ومن يجمعهم حوله والإدارة الحالية بعيدين كل البعد عن النزاهة، بل إنها إدارة تمارس الارهاب عن طريق فرض واقع غير مقبول على الفلسطينيين.

التعليقات مغلقة.