صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الشباب الفلسطينيون . . أمل الأمّة

بعد أن تكشفت الخيانات العربية، منذ حرب عام 1948 ومرورا بحرب عام 1967 وما تلاها من مقررات الرباط عام 1974، التي كرّست منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، وأسقطت دور الأردن من مسؤولية استرجاع الضفة الغربية المحتلة، وانتهاء بجميع معاهدات السلام المشؤومة، تمخضت تلك الأفعال عن فشل ذريع في جميع مناحيها، وأدت هذه الأيام إلى اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل.

لقد كانت القيادات الفلسطينية وعلى رأسها محمود عباس، تستنكر المقاومة المسلحة وتقمع أي عمل في هذا المجال، وتسعى بالمقابل لاعتماد الحلول السلمية، ابتداء من اتفاقية أوسلو، وما تبعها من اجتماعات ومحادثات سياسية حتى الآن. فماذا جنت سلطة عباس من وراء تلك الجهود، التي تبنتها ودافعت عنها طيلة ربع قرن، سوى تراجع القضية الفلسطينية، وقضم أراضي الضفة الغربية بالتريج، والمزيد من بناء المستوطنات، والتشبث بيهودية الدولة ؟

لقد حذّر وصفي التل – رحمه الله – من سخافة الحلول السلمية قبل ما يقارب نصف قرن حينما قال : ” إنني لا أصدق أن إسرائيل ستقبل التنازل عن شبر من الأرض، إلاّ ويكون ثمنه أمجادنا وكرامتنا وتاريخنا وحياتنا “. ولكن أمتنا العربية لم تأخذ هذا القول على محمل الجدّ ولم تستعد له. 

فبعد أن تبنّت السلطة الفلسطينية، إستراتيجية الاستسلام والخنوع وقمع المقاومين، ارتاح الإسرائيليون وتفرغوا لإكمال مشاريعهم الاستيطانية وتشجيع المهاجرين في القدوم إلى إسرائيل، ومن جانب آخر الاستمتاع بمشاهدة الحروب بين الأشقاء العرب وتدمير مختلف قدراتهم الذاتية.

إن الانتفاضات التي قام بها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، والتي شملت الانتفاضة الأولى – انتفاضة أطفال الحجارة – عام 1987، والانتفاضة الثانية – انتفاضة الأقصى – عام 2000، التي تخللتها العمليات الاستشهادية والتفجيرات في الأماكن العامة الإسرائيلية، والانتفاضة الثالثة – انتفاضة السكاكين – عام 2015، قد كبدت العدو خسائر كبيرة بالأرواح والأموال، وأدت إلى بث الرعب وعدم الاستقرار بين المواطنين الإسرائيليين. 

والآن بعد أن أصبح واضحا لكل ذي بصر وبصيرة، أن السياسات الخرقاء التي تدعو للسلام مع إسرائيل، ما هي إلا سخافات استنزفت الوقت، وأجهزت على القضية الفلسطينية، وأوصلتنا إلى هذا الوضع المتردي سياسيا وعسكريا وامنيا، لابد لنا من اعتماد طريق ثالث، يرتكز على المقاومة الشعبية.

وعليه فإننا نستنهض همم الشرفاء من الشباب الفلسطيني في الداخل، ليفجّروا انتفاضتهم الرابعة بك قوة، انتفاضة تثأر للأقصى مسرى الرسول . . انتفاضة من أجل القضية المقدسة . . انتفاضة تعيد إستراتيجية العمليات الاستشهادية والأحزمة الناسفة، على أن يسبقها انتفاضة محلية تزيل تلك القيادات المهترئة والمتخاذلة، ليتولوا بأنفسهم قيادة العمليات الجهادية، التي تزلزل الأرض تحت أقدام من يدنسون رحاب المسجد الأقصى وأقدام المتواطئين معهم، وكما قال الشاعر أحمد شوقي : 

وللأوطان في دم كل حـــر * * يد سلــفت وديــــن مستـــحق

ومن يسقي ويشرب بالمنايا * * إذا الأحرار لم يُسقوا ويَسقو ؟

ولا يبني الممالك كالضحايا * * ولا يــدني الحقوق ولا يــــحق

تفي القتلى لأجيال حيـــــاة * * وفي الأسرى فدى لهمو وعتق

وللــحرية الحمراء بـــــاب * * بــكل يــــد مضـــرّجة يــــّدق

أيها الشباب الفلسطينيون الأبطال : أنتم أمل الأمة، وأنتم ومعقل رجائها، بتضحياتكم تُفتدى الأوطان، وبدمائكم الطاهرة تُغسل خطايا السياسيين، وبأرواحكم يسجل التاريخ صفحات مضيئة، تنير الطريق للأجيال القادمة، فاقدموا على الجهاد والله يرعاكم ويأخذ بأيديكم.

التعليقات مغلقة.