يوميات مصرية:واحد فاكر نفسو فهمان والبصيم:لأجل القدس

صفيت عربيتي اليوم الصبح جنب الصحيفة، في مصف صْغَيًر انا اتعودت اصف عربيتي بي، و زي العادة اوصلت متأخر من الزحمة إلي عاطريق، انزلت و انا خايف جدا من العلقة المعتادة إلي حكلها من سيد العجمي، اصلو المَرًاه ديه حيسمعني قصيدة الأطلال بالكامل لأم كلثوم…دانه متأخر ساعتين بحالهم على الدوام …والله مانا قاصد أتأخر بس الزحمة و الشوارع حاجة لا تطاق…و انزلت من العربيه جريت بكل قوتي و أطعة الشارع أدام الصحيفة و انا مش عارف إزا حَفْلَتْ من عينين سيد بي يلي عملا زي الصقر…بتشوف كل حاجة حتى زحف النمل عالارض و ما بيعتأش حد خالص…و فجأة لأيتو أدامي…سيد العجمي بشحمو و لحمو و صوتو المميز جدا…كنت حخبط بي عالمدخل لولا وقفت بالوقت المناسب…و خدني بالأحضان و هو ابيشخط “و مستعجل لي يابني!!!…حبه حبه لتخبط بحد!!! داه الدوام أرًبْ يخلص يا أحمد بي!!!…دوام وزره ما شاء الله…!!!”

إطًلَعْت عالأرض و ألتلو “ماعليش يا سيد بيه…ألبك كبير او بيسامح…”

و زي عوايدو، اتريئ عليا و ألي “ألبي كبير ألبي صغير حيتخصمو منك الساعتين دول، و يالله لو عايز تشارك بالمظاهرة يلي حتنزمها صحيفتنا بالتنسيق مع حزب “اليبراليون الجدد” اتفضل، اهي حتنطلق بعد خمس دقايق…بُصْ”

و شاورلي أدام، و على بعد حوالي ميت متر شفت حشود كبيرة أوي، كانوا واءفين في حتت أرض فاضية بيهتفوا علشان القدس…صوتهم كان بيرعد بالحي جنب الشارع الرئيسي، جريت صوب المظاهرة و انا عارف اني حلاأي معظم زملائي واقفين و بيهتفوا مع الجموع…

و بس اوصلت فجأة طلع صوت عالمكبر أعلن للموجودين “حنمشي مسافة كيلو لغاية مجمع الحوريات، و هناك في المجمع حنوقف و حنكمل هتافاتنا أمام المجمع إلي بضم سفارة العدو الإسرائيلي…ماشي…جاهزين…”

و فجأة الكل صرخ صرخت الرجل الواحد “جاهزين!!!” الصوت يلي طلع كان مخيف جدا…كان زي صوت عملاق او مارد مرعب و صدى صوت رعَدْ وسط الحي و العربيات إلي وقفت بس الحشد الكبير بلش يمشي جنب الشارع، و فجاة بلش المايسترو يصرخ في المكبر “القدس عربية!!! القدس عربية!!!”  و رددت الناس ورا “القدس عربية!!! القدس عربية!!!”

و امشيت وراهم و صرخت جامد نصرةً للقدس…لبيك يا قدس…يا مهد رسالة المسيح الطاهرة و أولى القبلتين و ثالث الحرمين…يا قرة العين…الغالي يرخصلك يا قدس الحبيبة…”

و انا بزعئ جامد “القدس عربية!!” اسمعت هتاف غريب جنبي، بصيت لليمين و لأيت راجل صعيدي بجلبيه فضفاضة بمبي ماشي و بزعئ جامد مع الهتاف الجماهيري…بس استغربت جدا لأنو كان بيأول “انا عايز عربية!!! انا عايز عربية!!!” صابتني صدمة جامدة منو…عربية ايه إلي عايزها ده، و كان بيمشي جنبو راجل لابس زيو و بيهتف جامد جنبي…”انا عايز زيو!!! عربية زيو!!!”، قربت من الراجل الأول بصعوبة…اصل كان في ناس كثيرة أوي بالمسيرة، و سألتو “الهتاف يا بلدينا القدس عربية!!! انت بتزعئ و بتأول انا عايز عربية ليه…”

بصيلي بصًة بكشرة و سألني “و انت ايه إلي ايفهمك بالسياسة…اصل المسيرة ديه للعايز يطلب حاجة من رئيس الوزره…” و كمل وزعئ “انا عايز عربية!!!” و غلي جنبو كمل “و انا عايز زيو!!!”

ألتلو “عربية ايه يا بلدينا…” فجأة ألو إلي جنبو “يا هريدي القدس حيدوها لليهود…اصل الريس تراما حيديه القدس لإسرائيل…” فجأة لإيتني بزعقلهم و بألهم “يا غبي منك ليه…المسير ديه علشان نِسَمًعْ صوتنا للرئاسة علشان مايوافأوش ينقلو السفارة الأمريكية للقدس…و علشان ما يدوش القدس لإسرائيل…و الريس الامريكي اسمو ترامب…”

رد عليا بتاع العربية و ألي “دراما؟؟؟”

ألتلو انتو ضاربين بانجو و جايين تتظاهرو معانا “ترامب يا امصحصح منك ليه”

رد عليا الراجل الثاني و ألي “يلعن ابويا يلي ماودنيش الكتاب…”  معليش يا سيدي فهمنا على أدنا…” و كملو الهتاف “عايزين دراما!!!” و اتقدموا الى الأمام لما اختفوا بين الناس، و الراجل الثاني كمال “أنا عايز زيو!!!” زعقت للراجل الثاني و حاولت أسألو “انت عايز زيو ليه…أفهم بأه فيه ايه!!!” بس مالحأتهمش،

ألتلهم بألبي طول ماتنو موجودين في مصر بلادنا مش حتعرف هي رايحه فين و لا جايه منين “ما يأولوا عايزين الفنانة ناديه الجندي بالمره…و ألي جانبو بصيم…بـيـبـصم للي جنبو…دول مناسبين للبرلمان و للعمل السياسي في بلادنا أوي…واحد فاكر نفسو فهمان و الثاني ابيبصملو…

ايه يا بلدي ما أتلكش إلا الجهل و البُسَطَه إلي ابْـيِـضٍحِكْ عليهم…ربنا اينجينا من الجهل و إلي ابيعملو في الناس، مش نحن إلي ألنا بشوارعنا  “فاليسقط واحد من فوق؟!”

أحمد اوالدهب

صحفي مكافح من مظاهرات القدس عربية