تطور الوعي بالأخلاق لدى الطفل بين 6 و9 سنوات

يعكس الوعي بالأخلاق مدى فهم الطفل لمعنى الأخلاق وقدرته على اتخاذ قرارات مبنية على هذه القيم. في مرحلة مبكرة من الطفولة يركّز الطفل على شخصه ومعنوياته فيما يتعلق بإدراك الأخلاق، لكن في مرحلة الطفولة الوسيطة (من 6 إلى 9 سنوات) يبدأ الطفل في تطوير تعاطف أخلاقي تجاه ما هو غير ملموس بشكل مباشر منه، ويؤهله ذلك إلى العبور إلى مرحلة الوعي الكامل بالأخلاق في مرحلة المراهقة.

خلال المرحلة الوسطى من الطفولة (6 إلى 9 سنوات) يشعر الطفل بألم إذا رأى أو قام بسلوك تسبب في أذى للآخرين ويعتبر عالم النفس لورنس كولبرغ الأكثر تأثيراً في فهم النمو النفسي للطفل وإدراكه للأخلاق، وتقوم نظريته على أساس أن الطفل يفهم الأخلاق من خلال مبادئ السلوك التي يتعلمها من الآباء ومن الأصدقاء، وقد أضاف العالم إليوت توريل أن الطفل يتعلّم مبادئ الأخلاق بشكل منفصل عن أنظمة التعلّم، من خلال الملاحظة والمراقبة، وليس من خلال التعليمات التي يتم تلقينها له.

وتشير كثير من الأبحاث والدراسات إلى أن الطفل خلال الفترة بين 6 و9 سنوات ينظر ويراقب للدوافع التي تحرك سلوكيات الآخرين حوله. وخلال المرحلة الوسطى من الطفولة (6 إلى 9 سنوات) يشعر الطفل بألم إذا رأى أو قام بسلوك تسبب في ألم للآخرين.

وتحث دراسات علم نفس الطفل على التحدث مع الصغير في هذه المرحلة عن الأسباب والدوافع وراء السلوكيات والتصرفات التي يقوم بها الآباء، وتفسير المعنى الأخلاقي وراءها، لأن هذه أفضل طريقة لتعليم الطفل في هذه المرحلة.

ويلعب شرح الآباء في هذه المرحلة دوراً هاماً في تعريف ما هي القيم الأخلاقية، وحث الطفل على تحمّل مسؤولية قراراته، وتبيان العواقب السيئة التي تترتب على التصرفات غير الأخلاقية.