صحيفة الكترونية اردنية شاملة

خبر القبض على إرهابين تفجير الكنائس في الأهرام بالإمس

استيقظة مصر بالإمس على خبر طالعته في الأهرام صباحا يَصْدُمْ كثيرا….خبر تقشعر له الأبدان فعليا و يدل على حجم المؤامرة القذرة بحق مصر…فخبر وجود مؤامرة على مصر لم يعد جديدا على الشارع المصري إذ يعلم الكل كم يبذل الجيش المصري و يضحي بأرواح جنوده البواسل ليحبط عزيمة من يراهن على عدم مقدرة الدولة المعاصرة التعامل مع الأرهاب و عملياته النجسة بحق الإنسانية و المواطنين عزل السلاح و سلام الشارع المصري…و لكن الجديد بموضوع المؤامرة بأنها كادت ان تحصد المزيد من الارواح في موسم عيد الميلاد الحالي…فإنها لا تنتهي إطلاقا…و كأنها مؤامرة شبه دهرية اصبحت تحاك تجاه الدولة التي يحاول السيسي ترسيخ قواعدها…بل اصبحت موجهة بالكامل ضد الإنسانية و البشر مع كل أسف…

تقول تقارير وزارة الداخلية بالمقال الذي نشر بالعنواين الرئيسية في صحيفة الأهرام بالإمس 20 ديسمبر 2017 تحت اسم طويل و هو “بعد الكشف عن أكبر مخطط لاستهداف الكنائس فى أعياد الميلاد رصد اتصالات بين العناصر المضبوطة والكوادر الإرهابية الهاربة بشمال سيناء .. تكليفات بتنفيذ عمليات نوعية بالمحافظات لتشتيت أجهزة الأمن”، بأن وزارة الداخلية تمكنت من القبض على عناصر كانت على اتصال مباشر بإرهابيين هاربين في شمال سيناء و ايقاف هذا المخطط الكبير الذي تضمن استهداف عدد من الكنائس وقت الإختفال بإعياد الميلاد، في بعدها الإستراتيجي عمليات كهذه كانت ستحرج جهاز الأمن المصري كثيرا لو تمت لا سمح الله، فكانت ستبرهن بأن الإخلال بالأمن لا يزال ممكنا وسط قبضة أمنية لا تحسن وزارة الداخلية توفيرها…و بأن أمنياً مصر مازالت بعهد الفوضى و بأن وعود فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي بمكافحة الإرهاب لم يتم تداركها بعد…فضيحة سياسية و أمنية كبرى خصوصا بعد حاثة الواحات في الجيزة منذ بضعة أشهر و التي استشهد بها عدد من عناصر الشرطة في عملية مداهمة لأوكار يتحصن بها الإرهابيين في الصحاري…فلذلك لا تأتي هذه العملية الإرهابية التي أوقفتها اجهزة الأمن في وزراة الداخلية مشكورة بصورة عبثية إطلاقا؟؟؟!!! بل كان هدفها بعد مذبحة الواحات تنفيذها لإظهار جهاز الأمن المصري بأنه غير قادر إطلاقا على ضبط الأمن في مصر؟؟؟!!! و كما يقول المثل العربي ضربتين في الرأس تؤلم كثيرا…كانت ستكون الكارثة الكبرى لمصر و لوزارة الداخلية في مصر لو لا سمح الله تم تنفيذ هذه العملية فكانت ستضع الحكومة المصرية بمأزق امام الرأي العام و بموقف قد يتم محاسبتها من قبل المواطنين و الشارع المصري و من قِبَلْ بعض من القوى التي كان لها مآخذ على ثورة 30 يونيو…بل كانت ستضع مصر تحت المجهر امام مجلس الأمن مرة آخرى حيث ان مذبحة من هذا النوع كانت ستستفز الرأي العام ضد الدولة المصرية و ستبرهن عدم قدراتها على ضبط الأمن في مصر بالفعالية المرجوة…

انقذت وزارة الداخلية مصر من كارثة كبرى حينما ألقت القبض على هذه الخلية الإرهابية مؤخرا و التي كادت ان تقسد فرحة الدولة المصرية و الكنيسة القبطية بأعياد الميلاد المقبلة…فجهودها مثمرة وسط هذه الضغوطات الكثيرة التي تشهدها من الإرهابيين الذين يريدون النيل من سلام مصر مع الأسف بصورة مستمرة…و أبدعت أخيرا بما قدمته لقبضة العدالة حينما احبطت هذه المخطط القذر الإجرامي الذي كان سيثقل كاهل المصريين بكوكبة جديدة من الشهداء، و لكن السؤال المهم هو…متى سينتهي هذا السيناريو من مصر؟ المشكلة هي بمرض التشدد و المتشددين الذين يعتقدون بأن الحياة محطة عابرة لا تستحق الكثير و الشهادة مبتغاهم المطلق و الجنة هي الخلود غير مدركين بأن الجنة الحقيقية التي ستدخلهم الى ملكوت الله و جنته الخالدة بالآخرة هي حقن الدماء و احترام الإنسانية التي خلقها الله بيديه و  التي اوصت بها كل الديانات السماوية…و بأن مرض العمليات الإرهابية هو سرطان في المجتمع يجب أن ينتهي…فما من قتل هو ضمان لجنان الله و الحياة نعمة و عطية من الله تستحق أن نتوقف عندها كثيرا قبل ان ننهيها…فهل الله هو مثل آلهة الوثن الذي سَيُسَرْ بذبائح بشرية تقدم له؟؟؟ ألا يفعل هذا آكلين لحوم البشر و القبليين الوثن؟؟؟ ذبح البشر و تقديمهم الى ألهتهم؟؟؟…عيب هذا الكلام؟؟؟ فما من مذهب سماوي محترم يقود الى إرضاء الله يوافق على هذا الكلام،

أظن أنه ارسلت وزارة الداخلية رسالة استراتيجية من نجاحها بهذه العملية بأنها موجودة بقوة و بأنها في الحرب قد تخسر معركة أو معركتين و لكنها لن تخسر الحرب نهائيا و بأنها قادرة على صنع الفروقات و قادرة على حزم الأمور…صحيح أن مازالت الحرب طويلة و لكن وزارة الداخلية هي امتداد لجهاز أمني تنفيذي تَعَلًمَ الكثير في عمله منذ تأسيسه منذ عقود طويلة الذي يتزامن مع تأسيس الدولة المصرية المعاصرة الى يومنا هذا مع هذه الأحزاب الإهرابية الشرسة و فعاليته الأمنية تزداد كل يوم و سيكون له الكلمة الأخيرة عاجلا ام آجلا بإنهاء عمليات المليشيات الإرهابية في مصر، قد تطول العمليات قليلا فحرب وزارة الداخلية هي مع فكر مريض يضخ الموارد البشرية لأيدي منظمي العمليات الإهابية ليوهموهم بشرعية عملياتهم الإجرامية…و لكن استراتيجيا سينتصر الأمن المصري بهذه الحرب الشرسة…فالدولة مع أمنها هي دائما المنتصرة…   

التعليقات مغلقة.