صحيفة الكترونية اردنية شاملة

رسائل الثقة بين قائد أعلى وأحد جنوده

لا شك بأن الثقة بين القائد وجنوده في الحرب عامل هام لتحقيق النصر، فيقول المارشال مونتغمري بهذا الخصوص ما يلي : ” إن القيادة العسكرية قبل كل شيء مشكلة إنسانية، ولا يمكن إحراز اي انتصار ما لم تتحقق الثقة المتبادلة ويسود التعاطف بين القائد الكفء من ناحية وبين قادة الكتائب وضباط الصف والجنود من الناحية الأخرى. 

وعلى القائد أن يعمل بحيث يراه جنوده، من وقت لآخر في الخطوط الأمامية، كما يُطلب من قيادة الجيوش اليوم أن يتولى القائد المسؤول عن المعركة، إدارة العمليات مع عدد قليل من مساعديه، من مواقع متقدمة في ارض المعركة، وليس بطريقة ( بلازا تورو ) أي قيادة الجيش من المؤخرة، بمعاونة عدد كبير من المساعدين.

فعندما انتصر الجيش الثامن في معركة العلمين على قوات رومل، كتب مونتغمري الرسالة التالية إلى أفراد جيشه :

1. عندما بدأت معركة مصر في 23 تشرين الأول 1942، قلت أننا سنطرد معا الألمان والإيطاليين من أفريقيا الشمالية. ولقد بدأنا بداية ممتازة، واليوم 12 تشرين الثاني، لم يبق على أرض مصر جنود ألمان أو إيطاليون، فيما عدا الأسرى منهم.

في خلال ثلاثة أسابيع سحقنا الجيش الألماني / الإيطالي سحقا كاملا، وطردنا من مصر الباقين على قيد الحياة من الفارين، وتقدمين من جانبنا ما يقرب من 3300 ميل حتى الحدود وما وراء الحدود.

2. إن تشكيلات العدو الآتية لم تعد موجودة كتشكيلات مقاتلة فعلية : جيش البانزر . . . الجحفل العشرون الإيطالي . . . الجحفل العاشر الإيطالي . . . الجحفل الحادي والعشرون الإيطالي. وقد بلغ عدد الأسرى 30 ألفا بينهم تسعة جنرالات. وكان عدد الدبابات والمدافع والمدافع المضادة للدبابات، والشاحنات والطائرات الخ . . . المدمرة والمأسورة كبيرا إلى حد بات معه العدو مجردا تجريدا كاملا.

3. إنه لعمل رائع، وأريد قبل كل شيء أن أشكركم على الطريقة التي لبيتم فيها ندائي وقمتم بواجبكم. وإني لأشعر أن انتصارنا الكبير إنما كان ممكنا بفضل مزايا جنود الإمبراطورية في القتال أكثر مما كان بسبب كل ما استطعت أن أفعله أنا شخصيا.

4. وإن لأعلم بالإضافة إلى ذلك أنكم تشعرون كم ساعدَنا سلاح الجو الملكي في مهمتنا. فلم نكن لنستطيع تأدية هذه المهمة بدون مساعدته وتعاونه الرائعين. ولقد شكرت باسمكم سلاح الجو الملكي شكرا حارا.

5. إن مهمتنا لم تنته بعد. فالألمان لم يعودوا في مصر ولكن ما يزال منهم بقية في شمال أفريقيا. وسنستمر المطاردة في الغرب، في ليبيا، حيث أصبحت قواتنا المتقدمة على استعداد الآن لهذه المطاردة. وهذه المرة، وبعد أن نبلغ بنغازي وما وراءها لن نُطرد منها أبدا.

6. إلى الأمام متمنيا لكم جميعا صيدا ثمينا. وكما يجري في جميع المطاردات لن يكون الجميع في البداية في المقدمة، ولكنا سنلتقي جميعا قبل النهاية “.

التوقيع / اللواء ب. ل. مونتغمري

القائد الأعلى للجيش الثامن

رسالة جندي إلى القائد الأعلى للجيش الثامن

الجنرال السير برنارد ت. مونتغمري

حامل وشاح الحمام من رتبة فارس ووسام الخدمة الممتازة قائد الجيش الثامن.

” سيدي الجنرال :

قد يكون من غير المألوف أن يرسل جندي بسيط، إلى قائد جيش رسالة شخصية، وإن لم يكن هذا لا تمنعه الأنظمة بشكل جازم. ولكن هذه ليست في الحقيقة رسالة شخصية، بل هي مكتوبة باسم آلاف الرجال في الجيش الثامن.

في 21 كانون الأول 1942 كنت أخدم منذ عامين ونصف عام، دون أن أعي ما لي من نفع. وكنت أعتبر أن تقدمنا المكلل بالنجاح هو على الأخص من شأن الضباط، وأن القيادة لا تلتفت إلا قليلا إلى دور جنودها العاديين.

ولكن في 21 كانون الأول، جمعنا القيّم العام ليقرأ علينا رسالتك. ولم يسبق أبدا أن قُرئت في الماضي للجنود مثل هذه الرسالة، التي تضع فيهم مثل هذه الثقة. لقد شعرت لأول مرة في حياتي العسكرية، أنني أنتمي إلى شيء معين، إلى قوة حية لها مهمة تؤديها، مهمة تبلغ من الصعوبة حدا يجعل لعملي البسيط كناسخ، مقامه في خطة جبارة. ومن محادثاتي مع رجال هذه الوحدة وغيرهم نشأ عندي الاقتناع بأن رسالتك – وهي حديث رجل لرجل – قد أحدثت في نفوسهم أثرا عظيما.

لقد استطعت أن تحصل برسالتك الشخصية الإنسانية، على أكثر مما حصلت ببعض الأوامر اليومية. وأنا من جانبي أقول لك يا سيدي الجنرال: شكرا على هذه العاطفة الجديدة، لقد جعلتنا فخورين بالانتساب إلى الجيش الثامن. ولقد وجهت إلينا أيضا رسالة في عيد الميلاد أصابت بالتأكيد سويداء القلب في كل منا، بما تضمنته من عاطفة ومن إشارة إلى عائلاتنا.

وبما أن الظروف لا تسمح للقوات بمجموعها أن تعبر عما يخالجها، فقد جئت باسم الألوف منا هنا في ليبيا – باسم هذا المجتمع الكبير – أشكرك بكل إخلاص.

وفي الختام أتمنى لك عيد ميلاد جد سعيد، وسنة جديدة 1943 لامعة مكللة بالنجاح. وليباركك الله يا سيدي الجنرال ويسدد خطاك في كل ظرف “.

المطيع لك : جندي 

جوفري غليستر

التعليقات مغلقة.