صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الاعتذار الاسرائيلي لا يساوي قشرة بصلة

كنّا نتمنى لو ان الاعتذار الاسرائيلي ينشر في وسائل الاعلام الاردنية ، ففي عاداتنا عندما تتم المصالحة على الدم او حتى عند أخذ العطوات يتم نشر اعلان في الصحافة ، حتى يعلم القريب والبعيد ،بان دم الضحية لم يذهب هدرا وان الأمور تسير بما يرضي اهلهم وعشيرتهم . ودم شهداء جريمة السفارة الصهيونية ليس مسألة جاهة وصلحة اواتفاق بين عائلتين وعشيرتين ، انما هي مسألة حرمة وطن ، وكرامة شعب ، ودم مراق برئ ، بقتل متعمد رافقه احتفال إسرائيلي بالقاتل وعلى مستوى رسمي وكأنه بطل قومي أنجز مهمته بنجاح وعاد سالماً غانماً . 

انشروا للناس – من فضلكم – نص اتفاقكم الذي يسمح لسفارة اسرائيل ( وكر الجريمة ومكانها ) ان تعود الى عملها فورا والنشر بات ضروريا لنعرف ماذا كان يعني نتنياهو وهو يبلغ الصحفيين الإسرائيليين بان التعويضات ستدفع للحكومة الاردنية وليس لاسر الضحايا بما في ذلك أسرة الشهيد رائد زعيتر . فهل أراد رئيس حكومة الاٍرهاب ان يقول بانه لم يعترف بالجريمة التي ارتكبها الدبلوماسي في سفارته وانه لا يزال مصراً على المزاعم التي ذُكرت وقت وقوع الجريمة بان الاسرائيلي ” قام بالقتل دفاعا عن النفس وانه كان يتعرض لهجوم ارهابي !!.” وهي المزاعم المغرقة في السخرية والاستهتار بدم الأردنيين ، كما يستهترون كل يوم بدم الفلسطينيين المباح والمستباح لهم ، فكيف يقبل العقل ان يواجه ( مفك ) برصاص يقتل النجار الذي يحمله ، وصاحب المنزل الاعزل الذي قُتل حتى لا يكون شاهدا على الجريمة النكراء !؟. 

انشروا للناس من فضلكم حتى نعرف تفسير عبارة ” متابعة الإجراءات القانونية” وهل تعني الإعتقال والتحقيق مع المجرم الحر الطليق الذي استقبله نتنياهو في مكتبه استقبال الأبطال بينما كانت دماء الأردنيين لا تزال على يديه ، فهل قرر نتنياهو ان يسجن بطله ؟. ثم هل شمل الاعتذار اعتذارا من نتنياهو نفسه على إهانته للأردنيين جميعاً عندما استقبل القاتل بالاحضان وبالفرح والحبور أمام الكاميرات ومعه كل طاقم سفارته بما في ذلك السفيرة التي قادت ( زفة العريس ) الى مكتب نتنياهو فيما كانت أسر الشهيدين في عمان تغرقان بالفاجعة والدموع !!. . 

انشروا من فضلكم نص ما يسمى بالاعتذار حتى نعرف ماذا كان يعني نتنياهو عندما قال للصحفيين الإسرائيليين بانه سيستبدل السفيرة ، بسفير اخر في عمان ، لكنه سيضعها في منصب اهم من منصبها السابق ،فأي اعتذار لا نرى فيه المجرم محتجزا للتحقيق ! ،ونرى نتنياهو يتعهد بمكافأة السفيرة ، من منصب الى اعلى ، وهي التي خرجت عن كل الاعراف الدبلوماسية بتصرفاتها ليلة الجريمة وبعدها !. 

فصّلوا ، وتحدّثوا ، وبرروا كما تريدون ، لكن بالمقابل ، من حقنا ان نطرح الف سؤال على كل تطور يحدث على ملف جريمة هزت الدولة والشعب. ومن الأسئلة التي لا تنتهي نقول : اي ثقة هذه التي يمكن ان توضع في كلام نتنياهو عن متابعة الإجراءات القانونية وفِي ذاكرتنا القريبة وعود سابقة مثل ( التحقيق في جريمة قتل القاضي زعيتر الذي طواه النسيان ).

ثم ما هو ردكم على رأي يقول : بأن تسوية جريمة السفارة ، المسماة اعتذار ،ستعود على اسرائيل بفوائد كبيرة جدا ،اذ انها تمثل اختراقا في جدار الغضب والرفض الأردني على قرار ترمب حول القدس المحتلة ، وبصراحة كنت مثل غيري من الأردنيين أتوقع ، في هذه المواجهة الدبلوماسية المحتدمة القائمة حول مصير القدس ، تصعيدا في الازمة مع اسرائيل لا انفراجاً . وهذا الاعتذار في توقيته وشكله وإخراجه وتفسيرات نتنياهو له لا يساوي قشرة بصله !. 

التعليقات مغلقة.