صحيفة الكترونية اردنية شاملة

هل انتهى الربيع الأردني؟

0

اسامة الشريف

هناك مؤشرات على ان النسخة الاردنية من الربيع العربي قد طويت صفحاتها بعد ان نجح الاردن في تجنب ما آلت اليه الانتفاضات الشعبية في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا منذ عام 2011 وحتى اليوم. لم يكن اسقاط النظام ابدا من اهداف الاحتجاجات والاعتصامات الشعبية التي بلغت اوجها في نوفمبر 2012 قبل ان تهدأ وتخف وتيرتها بشكل ملحوظ مطلع هذا العام. والذي حدث ان النظام استبق التصعيد بمبادرات اصلاحية تزامنت مع احداث مصيرية في مصر وسوريا بشكل خاص أهمها الانقلاب العسكري والرفض الشعبي لحكم الاخوان في مصر وتزايد خطر المتطرفين الاسلاميين المرتبطين بالقاعدة في المعارضة السورية.

كذلك انهار ائتلاف المعارضة الاردنية الممثل بالاخوان المسلمين وتحالف اليسار والقوى والتيارات الاخرى المنضوية تحت راية الجبهة الوطنية للاصلاح، ولم ينجح الحراك الشبابي في تحفيز الشارع واستقطاب فئات مختلفة من الشعب وبخاصة الطبقة الوسطى. اضافة الى ذلك نجح النظام في تجنب الصدام مع التظاهرات ولم تسفك دماء رغم الاعتقالات التي طالت بعض القياديين في الحراك الشبابي، وعلى الأخص في الاشهر والأسابيع الأخيرة.

استطاع النظام ان يقرأ هذه المتغيرات المحلية والاقليمية بدقة، وأن يستغل المزاج الشعبي الرافض للعبث بأمن واستقرار الاردن في ظل ما يحدث من حولنا في العراق وسوريا ومصر. وكما رأينا فقد خفت حدة التظاهرات الشعبية بشكل واضح في الأشهر الأخيرة وتراجعت قدرة الاخوان المسلمين على الحشد الشعبي واختفى صوت الجبهة الوطنية للاصلاح وغيرهم رغم القرارات الاقتصادية الخلافية التي اتخذتها الحكومة منذ نوفمبر الماضي.

كل هذا يؤشر على ان صانع القرار بات مقتنعا بأن الأسوأ في مرحلة الربيع العربي بنسخته الاردنية قد اصبح خلفنا. واستطاع النظام ان يراكم عددا من الانجازات تمثلت في اجراء انتخابات برلمانية وبلدية هذا العام وتنفيذ جزء كبير من برنامج اصلاحي اقتصادي مع صندوق النقد الدولي مع التأكيد على نهج الاصلاح المستمر من خلال مجموعة رؤى ملكية للمستقبل.

لكن ما يثير التساؤلات حول مصير مسيرة الاصلاح بعد ان انتهى الربيع الاردني يتمثل في عدد من التطورات من اهمها عجز الحكومة عن اطلاق حوار وطني يشمل الاسلاميين حتى بعد ان المح رئيس الوزراء الى نية حكومته تقديم مشروع قانون جديد للانتخابات يعالج مواطن الخلل في نظام الصوت الواحد. اضافة الى ذلك جاءت تشكيلة مجلس الاعيان الأخيرة لتستثني وجوه اصلاحية كثيرة وان أكد رئيس المجلس الجديد عبد الرؤوف الروابدة على اهمية التعجيل بمسيرة الاصلاح. واخيرا هناك الاحتقان القائم حول الاستمرار في اعتقال قياديين في الحراك الشبابي والمضي بتقديمهم الى المحاكمة امام محكمة أمن الدولة حتى بعد الأمر الملكي بتحديد صلاحياتها.

مسيرة الاصلاح خيار القيادة وهو مطلب شعبي لا خلاف عليه. المهم ان لا نعود بعقارب الساعة الى الوراء. تجنب الاردن مآلات الربيع العربي في مصر وغيرها بفضل ادارة حكيمة للأزمة وبسبب المتغيرات الاقليمية. لكن أولوية الاصلاح وضروراته لم تتغير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.