صحيفة الكترونية اردنية شاملة

درعا: مشكلة أردنية؟

0

هل تتحول محافظة درعا السورية الى “مشكلة اردنية” بحسب وصف الرئيس السوري بشار الاسد قبل ايام؟ الناطق الرسمي باسم الحكومة الوزير محمد المومني صرح مؤخرا بأن الاردن ينظر بايجابية للتصريحات التي نسبت الى الأسد وانه يعتبر درعا “مشكلة اردنية سورية”. لكن ماذا يعني ذلك؟ وهل تتحول المحافظة الجنوبية المحاذية للحدود الشمالية الاردنية الى “انبار” ثانية عندما تحصن ابو مصعب الزرقاوي ومجموعات تابعة لتنظيم القاعدة غرب الحدود الاردنية مع العراق مشكلين تهديدا مباشرا للأمن القومي الاردني؟
المعلومات الواردة من درعا المحافظة وقراها تشير الى سيطرة الجيش السوري الحر على معظمها، لكن القلق الاردني له ما يبرره، اذ تشهد الساحة السورية صراعا دمويا وتنافسا شديدا بين الجيش الحر من جهة ومقاتلين متطرفين، جهاديين وتكفيريين، تابعين لداعش والنصرة وغيرها. تنظيم القاعدة موجود فعلا على الأرض السورية، والنظام السوري استطاع ان يقنع العالم بأنه يواجه متطرفين وارهابيين يهددون الامن والاستقرار في المنطقة والعالم برمته.
مشكلة الأردن الحالية هي في السيطرة على حدوده الشمالية ومراقبة من يدخل من والى سوريا من لاجئين ومقاتلين. سوريا تتهم الأردن بتسهيل عبور مقاتلين واسلحة عبر حدودها بالتنسيق مع السعودية والولايات المتحدة التي يقال انها اقامت غرفة عمليات مشتركة في الشمال. رغم نفي الأردن المتكرر لهذه الاتهامات فان النظام السوري مقتنع بضلوع الأردن في مثل هذا الاعمال. وحتى الآن فان دمشق لم توجه اهتمامها نحو درعا فهي منشغلة في صد الثوار في مناطق القلمون والغوطة الشرقية والقرى المحيطة بالعاصمة، اضافة الى حلب في الشمال. ويبدو ان فتح جبهة درعا مؤجل الى اشعار آخر.
المشكلة الاردنية المتمثلة في درعا تتعلق ايضا بتسلل اردنيين محسوبين على التيار السلفي للقتال الى جانب الثوار. وهناك تقارير نشرت مؤخرا عن مقتل نحو 128 مقاتلا اردنيا في سوريا منذ اندلاع الأزمة في مارس 2011، بينما تشير تقارير اخرى الى وجود نحو الفي مقاتل اردني، معظمهم من السلفيين، على الأرض السورية. الخوف هو من عودة هؤلاء الى الأردن للانخراط في اعمال عنف ضد النظام والاستقرار. اضافة الى ذلك فان الاردن قلق من تواجد نحو ستمائة الف سوري على ارضه ومن احتمال ان يكون بعضهم ضمن خلايا نائمة يتم ايقاظها في وقت قريب.
وهناك تقارير تشير الى أن الاردن يستعد لاحتمال التدخل في درعا من خلال عمليات سرية لضرب تجمعات القاعدة في حال تهديدها للأمن الوطني الأردني. وقد يتم ذلك من خلال التعاون الاستخباراتي مع النظام السوري أو الجيش السوري الحر الذي قد ينضم الى قوات النظام لطرد الجهاديين المرتبطين مع القاعدة.
درعا تحولت فعلا الى مشكلة اردنية مع تغيير الظروف السياسية والاقليمية ومع تعاظم خطر المتطرفين الاسلاميين واحتمال تاثيرهم على الاستقرار في الأردن. الأرجح ان الاردن بدأ باتخاذ اجراءات احترازية تحسبا من انسكاب خطر التكفيريين عبر الحدود أو تجمعهم في محافظة درعا وتهديدهم الأمن القومي الاردني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.