صحيفة الكترونية اردنية شاملة

جنيف 2 لن يحل المشكلة!

0

لأول مرة وعلى امتداد الأزمة السورية ارى ان رد فعل وزارة الخارجية في دمشق على ما صدر عن اجتماع ما يسمى باصدقاء سوريا الذي عقد في باريس في بحر هذا الاسبوع كان منطقيا واقرب الى الواقع! فقد نقلت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) عن مصدر في الخارجية القول “لا تستغرب الجمهورية العربية السورية ما جرى في باريس…وما تمخض عنه من تصريحات أقرب إلى الأوهام منها إلى الحقيقة ولا تصدر إلا عن أشخاص منفصلين عن الواقع وبعيدين كل البعد عن أي منطق سياسي مقبول”. واضاف المصدر قائلا: “نحن إذ نعتبر أن أي تصريح أو موقف أو إعلان قبل مؤتمر جنيف ما هو إلا كلام لا قيمة له… والشعب السوري هو المخول الوحيد بتقرير ما يريد واختيار قيادته وشكل دولته.”

المتابع لمجريات مؤتمر “اصدقاء سوريا” وما نتج عنه من تصريحات صحفية ولقاءات بين وزراء خارجية دول فاعلة وغيرها وما تم الاتفاق عليه يدرك ان فرص نجاح مؤتمر جنيف 2 تبدو ضعيفة وان المستفيد الوحيد منه سيكون نظام دمشق الذي يصر على انه الممثل الشرعي للشعب السوري والادرى بمصلحته. في المقابل المعارضة منقسمة على نفسها وسط انسحابات واستقالات من الائتلاف الوطني السوري وتهديد المجلس الوطني، الكتلة الاكبر، بالانسحاب منه في حال ذهبت المعارضة الى جنيف. وماذا يعني تصريح رئيس الائتلاف احمد الجربا بأن اصدقاء سوريا اتفقوا ان لا مكان للرئيس الأسد وعائلته في العملية الانتقالية او في مستقبل البلاد؟

الأهم من موقف الاصدقاء هو ما تمخض عن لقاء جون كيري بسيرجي لافروف حيث تجنب وزير الخارجية الاميركي الحديث عن مستقبل الرئيس الأسد مؤكدا على ان الطرفين ارتكبا عنفا وجرائم. ولم تتفق موسكو وواشنطن على صيغة لحضور ايران مؤتمر جنيف بينما هي لاعب رئيسي على الساحة. بيد ان الجميع يؤيد الحل السياسي وهو ما يخدم النظام حتى الآن. حقيقة ان من يظن ان مؤتمر جنيف 2 سيقرر مصير رأس النظام فهو واهم، ومن يظن ان عملية سياسية من أي نوع ستنهي التواجد الجهادي الاجنبي على الأرض السورية فهو منفصل عن الواقع! ومن يعتقد ان فشل جنيف، وهو امر متوقع، سيدفع باصدقاء سوريا الى تسليح المعارضة فانه بعيد كل البعد عن الحقيقة.

اهم ما يمكن ان يخرج به التوافق الاميركي-الروسي حاليا هو وقف المعاناة الانسانية على الأرض واقناع النظام بفتح ممرات انسانية لادخال الغذاء والدواء الى المناطق المحاصرة في حلب وحمص والغوطة واخلاء المدنيين الى مناطق آمنة. وما يريده النظام حاليا هو اعادة انتاج نفسه كلاعب اصيل واساسي في العملية السياسية بغض النظر عن اهدافها.

اما جبهة المعارضة فانها ستعاني المزيد من الانشطارات في الايام القادمة بسبب غياب الافق السياسي من جهة واحتدام المعارك بين الاشقاء والرفاق من الثوار على اختلاف اشكالهم وانتماءاتهم. لا يوجد حل للمأساة السورية في الوقت الحالي وننتظر نتيجة الصراع القائم بين الجبهات والفصائل المعارضة في غياب قيادة ورؤية موحدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.