صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الاردن وايران

0

علاقة الاردن بالجمهورية الاسلامية لم تكن دافئة ابدا، وتاريخيا تدهورت العلاقات مع ايران بعد سقوط الشاه ووقوف الاردن الى جانب العراق في الحرب العراقية-الايرانية (1980-1988) ايمانا منه بدور بغداد في حماية البوابة الشرقية للعالم العربي. مع ذلك كانت طهران حريصة على عدم القطيعة مع عمان، ونظرة القادة الايرانيين الى الهاشميين، احفاد الرسول الأعظم، هي نظرة ايجابية جدا. كما ان عمان الحريصة على علاقاتها مع دول الخليج والولايات المتحدة لم تقطع شعرة معاوية واستقبلت العاصمة مسؤولين ايرانيين على مدى السنوات الماضية دون ان تفضي هذه اللقاءات الى شيء.

الملك عبد الله زار طهران في عام 2003 ابان حكم الرئيس محمد خاتمي المعتدل والمنفتح على الغرب. لكن العلاقات ساءت في عهد الرئيس محمود احمدي نجاد وسحبت عمان سفيرها في ظل تردي العلاقات الخليجية-الايرانية. وكان الملك عبد الله اول من حذر من بروز هلال شيعي في المنطقة تقوده ايران، وتبين فيما بعد انه قارئ جيد للمتغيرات الاقليمية خاصة بعد غزو العراق وتعاظم الدور الايراني هناك.

كما تعقدت الأمور اكثر مع اندلاع شرارة الربيع العربي وبداية الأزمة السورية وتسليط الضوء على الدور الايراني في مقارعة اعداء النظام ودعمه لحزب الله الذي انتقل لمحاربة الثوار ودخول سوريا في حرب طائفية تمتد ما بين بغداد ودمشق.

لكن اليوم هناك رئيس جديد معتدل في ايران هو حسن روحاني وقد ارسل رسائل ايجابية الى دول الخليج والغرب ادت في النهاية الى الاتفاق التاريخي بين المجتمع الدولي وطهران حول الملف النووي الايراني. لاننسى ايضا محاولات ايران الاقتراب من الاردن واعلان سفيرها في عام 2012 استعداد بلاده تزويد الاردن بنفط مجاني لمدة 30 عاما مقابل فتح الحدود امام الحجاج الايرانيين. الاردن اعتذر عن قبول هذه الصفقة حينها.

تغيرت الاحوال وجاء وزير الخارجية الايراني محمد ظريف الى الاردن الاسبوع الفائت ليس فقط لمناقشة الموضوعين السوري والفلسطيني ولكن للتأكيد على حرص طهران على علاقات اوثق مع عمان. وهناك من يعتقد ان طهران ترى في الاردن وسيطا مقبولا للقيام بدور في تحسين العلاقات الايرانية مع دول الخليج وحتى الدفع باتجاه حضور طهران لمؤتمر جنيف الثاني الاسبوع القادم.

الاردن حافظ على مستوى ادنى من العلاقات ونتذكر حضور الامير الحسن مؤتمر عدم الانحياز في طهران ودعوته مؤخرا في ورشة صحفية لتوثيق العلاقات مع طهران بعيدا عن مواقف دول الخليج. ولكن وبعد مغادرة ظريف يخرج علينا قائد قوات الباسيج الايرانية ليعلن عن استعداد بلاده تأليف وحدات متطوعيين من الباسيج في الاردن ومصر لمحاصرة اسرائيل، وهو موقف اثار استياء الاردن واعاد موضوع العلاقات الى مربعها الاول.

الظروف الاقليمية والدولية تغيرت لصالح طهران والاردن يعي اهمية هذه المتغيرات وقد يقدم في الاسابيع القادمة على خطوة حذرة باتجاه تحسين العلاقات تتمثل في تعيين سفير. الرأي العام في الاردن منقسم حول ايران كما هو منقسم حول سوريا، وبالتالي فان صانع القرار سيتردد مرات قبل اتخاذ قرار حاسم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.