صحيفة الكترونية اردنية شاملة

اسرائيل والقاعدة

0

اسامة الشريف

النظرية الأمنية الاميركية تقول ان اسرائيل اليوم هي الأقوى في تاريخها بعد اجتياح العراق وتدمير جيشه وبعد ثورات الربيع العربي التي انهكت مصر وفككت سوريا وحيدت العديد من “اعداء” الكيان الصهيوني في المنطقة. وعلى الرغم من تعهد الولايات المتحدة بحماية أمن اسرائيل في كل الظروف فأن المعطيات تشير الى ضعف النفوذ الاميركي في الشرق الأوسط وانتقال ثقل واشنطن الاستراتيجي الى شرق آسيا مدعوما بتراجع اعتماد اميركا على بترول المنطقة وتحولها الى واحد من اكبر المصدرين للطاقة من غاز ونفط في العالم في غضون السنوات القادمة.

اسرائيل تبقى الحليف الشرق اوسطي الأهم بالنسبة لواشنطن لاسباب معروفة تتعلق بالسياسة الاميركية الداخلية ونفوذ اللوبي الصهيوني في واشنطن وتاثيره على صناع القرار هناك. لكن التحولات في المنطقة تشير الى فشل ادارة الرئيس اوباما في التعاطي مع قضايا المنطقة. فهي فشلت في العراق، واضطرت الى التراجع في سوريا، وتقف اليوم عاجزة في ليبيا وغير قادرة على مساعدة اليمن. وبتطبيعها لعلاقاتها مع ايران فانها اغضبت حليفها الخليجي الأول أي السعودية، وهي اليوم تتقدم بمشروع خلافي لحل القضية الفلسطينية اربك الاردن ولا يحظى بقبول اسرائيلي او فلسطيني.

في خضم كل ذلك يكتب المحلل الاستراتيجي بروس رايدل وهو مدير المشروع الاستخباراتي في معهد بروكينغ الاميركي على موقع “المونيتور” المتخصص في الشرق الأوسط ان اسرائيل تتعرض لأول مرة لخطر مباشر من تنظيم القاعدة وتفرعاتها في سوريا ولبنان وسيناء وربما لاحقا في الاردن!

لم تشكل القاعدة تهديدا مباشرا لاسرائيل منذ ظهورها على المسرح منذ سنوات، ومؤخرا اعلنت سلطة الاحتلال عن تفكيك خلية تابعة للقاعدة في الضفة الغربية. المكان الأقرب لاسرائيل اليوم للتنظيمات الجهادية هو في قطاع غزة المحاصر حيث تحرص حركة حماس التي تتولى الأمور هناك على التهدئة. وهناك اسئلة حول حقيقة وجود تنظيم “انصار بيت المقدس” في سيناء وغزة، واخرى تتعلق بهوية وانتماء تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش” الذي تبرأ منه الظواهري بحسب الانباء.

بالتأكيد وجود تنظيمات جهادية في سوريا يصل عددها ما بين 25 الفا الى اربعين الف مقاتل كفيل باثارة قلق اسرائيل. واذا ما انهار النظام في دمشق او تم تقسيم سوريا فان مكاسب اسرائيل قد تتبدد في مقابل وجود جهاديين بالقرب من حدودها. القاعدة وصلت الى لبنان ورايدل يتخوف من وصولها الى الأردن، وهي موجودة في سيناء وبحوزتها اسلحة متطورة بما في ذلك صواريخ ارض جو محمولة على الكتف.

يعتقد رايدل ان انتشار القاعدة وفروعها في المنطقة هو اكبر خطر على اسرائيل اليوم اذ يؤكد الباحث ان فلسفة الجهاديين تؤكد على تحرير بيت المقدس وتطهيره من اليهود والصهاينة على الرغم من عدم تعرض الكيان الصهيوني على مدى السنوات الماضية لهجوم مباشر من القاعدة. استفادت اسرائيل من ثورات الربيع العربي وظهرت اليوم كأقوى لاعب على الساحة الاقليمية. هل تنقلب الامور بظهور الجهاديين على حدودها؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.