صحيفة الكترونية اردنية شاملة

تصعيد سوريا القادم: هل يتورط الاردن؟

0

بحضور الملك عبد الله وخلال القمة التي جمعت بينهما في ضيعة “صانيلاندز” في كاليفورنيا الجمعة الفائت تحدث الرئيس اوباما عن اتخاذ ادارته موقفا اصلب تجاه الأزمة السورية بهدف الضغط على النظام السوري للعودة الى خيار الحل السياسي. كما تحدث الرئيس الاميركي خطوات آنية لم يفصح عنها، لكن وزير خارجيته جون كيري كان قد اعلن ان الرئيس يريد الاطلاع على خيارات جديدة. وكانت الادارة الاميركية تحدثت عن ان كل الخيارات مطروحة بما فيها التدخل العسكري باستثناء تواجد قوات اميركية على الأرض.

تزامنت تصريحات اوباما وكيري مع اخبار نقلتها صحيفة “وول ستريت جورنال” عن قرار سعودي تزويد المعارضة السورية بأسلحة متطورة منها صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف وموجودة الآن في الاردن وتركيا. جاء ذلك كله بعد فشل الجولة الثانية من محادثات جنيف وعودة التوتر حول المسألة السورية بين واشنطن وموسكو. ونقل عن السفير الاميركي روبرت فورد انه طلب من المعارضة السورية اشعال الجبهة الجنوبية من ناحية درعا. وفي الايام القليلة الماضية تحولت الانظار الى جبال القلمون وتفجر الوضع هناك بعد محاولة جيش النظام مدعوما من مقاتلي حزب الله التقدم نحو يبرود لقطع امدادات الجيش الحر ومحاصرته.

ارتفاع وتيرة المواجهات العسكرية دفع بكيري الى اتهام دمشق بانها تسعى لحسم الازمة عسكريا بدلا من التفاوض. وتبادلت موسكو وواشنطن الاتهامات حول مسؤولية النظام من عدمه في افشال مؤتمر جنيف. كل هذه الاشارات تعني ان تصعيدا عسكريا من الجانبين ينتظر ان يحصل خلال الايام والاسابيع القادمة. وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد الجربا قد اعلن من ادلب ان سلاحا نوعيا سيصل الى المعارضة قريبا. كما تزامن ذلك مع اجراء تغييرات كبيرة في القيادات العسكرية للجيش الحر.

وصول السلاح النوعي ومناشدة السفير فورد فتح الجبهة الجنوبية لزيادة الضغط على النظام يفتح احتمالية تورط الاردن من خلال السماح بعبور السلاح الى المعارضة وباشتعال جبهة درعا المحاذية للحدود الاردنية. والاردن نفى اتهامات سابقة من النظام السوري تسهيله عبور السلاح والمقاتلين الى سوريا. لا أحد يعرف نتائج التصعيد العسكري القادم وانعكاساته على دول الجوار ومن بينها الاردن.

علينا ان ننتبه من التورط عسكريا في الصراع الدائر، بضغط من واشنطن او غيرها، لأن المصالح الاردنية معرضة للخطر. نتحدث عن تسلل مقاتلين من سوريا الى الاردن وعن موجات جديدة من اللاجئين وعن تهديد مباشر من نظام دمشق وعن تداعيات تسخين الجبهة الجنوبية على الأمن الاستراتيجي الاردني.

حتى اوباما يعتقد ان حل الصراع في سوريا سيأخذ وقتا وبالتالي فان التصعيد المحتمل على جبهات القتال ما هو الا فصل من عدة فصول قادمة في الأزمة السورية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.