صحيفة الكترونية اردنية شاملة

اوكرانيا وسوريا: الروس يسيطرون!

0

يرفض المسؤولون الاميركيون الحديث عن حرب باردة جديدة بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية. لكن موقف موسكو من تطورات الاحداث في اوكرانيا وسوريا يشي بغير ذلك. الرئيس فلاديمير بوتين لم يتردد لحظة في ارسال آلاف الجنود الى شبه جزيرة القرم المرتبطة باوكرانيا بعد الانقلاب على حليفه هناك الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. لم ينتظر بوتين كثيرا، وسارع بارسال جنوده للسيطرة على مطارات استراتيجية في تلك المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي، باغلبية روسية، وتهيمن على القاعدة البحرية الأهم للاسطول الروسي في البحر الاسود.

رغم تحذيرات الرئيس اوباما والمجتمع الغربي سارع الرئيس بوتين بارسال جنوده للسيطرة على شبه جزيرة القرم التي تشكل أهمية كبرى من ناحية جيوسياسية بالنسبة الى موسكو.

لم ينتظر الرئيس بوتين قرارا من مجلس الأمن، ولم يعر انتباها لأصوات ملايين الاوكرانيين. وهاهو اليوم يعيد تجربة التدخل العسكري في جورجيا في عام 2008 حول مصير جنوب اوسيتيا واقليم ابخازيا. الرسالة أن روسيا لن تتورع عن اتخاذ ما يلزم لحماية امنها القومي.

في المقابل فان الغرب خذل اوكرانيا، ولن يكون باستطاعته فعل شيء لصد التدخل الروسي في شبه جزيرة القرم. وربما يقرر بوتين التدخل في اوكرانيا لحماية المواطنين الروس في الجزء الشرقي من الدولة.

كل ذلك ينعكس على الأزمة السورية. من ناحية فان موسكو اثبتت انها لا تتخلى عن حلفائها بهذه السهولة، ومن ناحية اخرى فانها تنظر الى مصالحها ليس من باب دعم اشخاص بعينهم وانما من حيث حماية مصالحها الاستراتيجية.

خسارة اوكرانيا، حتى الآن، شكلت ضربة كبرى للكرملين ولطموحات الرئيس بوتين ببناء منظومة اورواسيوية بقيادة موسكو. هذا سيدفع الرئيس بوتين الى التصلب في مواقفه تجاه الأزمة السورية. اوكرانيا تشكل الحديقة الخلفية لروسيا، وهي أهم من سوريا من الناحية الجيوسياسية.

الغرب لم يشكل حليفا قويا لاوكرانيا وقد يتخلى عنها بينما تبسط موسكو سيطرتها على القرم. رغم رفض الغرب فرضية عودة الحرب الباردة فان احداث الايام السابقة تشير الى غير ذلك. الرئيس بوتين يستعرض قوة الكرملين في اوكرانيا وسوريا، وهو قد فعل ذلك في جورجيا دون ادنى مقاومة.

كل ذلك يعقد الأزمة السورية ويزيد من احتمالات الخيار العسكري. الرئيس بوتين مستاء من احداث اوكرانيا، التي يعتبرها الروس جزء من محيطهم الاستراتيجي، وسيرد بتعقيد المسألة السورية. شهدنا بوادر هذا التعقيد بهجوم الكرملين على السعودية ورد اميركا على الدعم الروسي المتزايد لنظام دمشق. الجواب على تدخل الغرب في اوكرانيا سيأتي في سوريا!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.