صحيفة الكترونية اردنية شاملة

معان : الأزمة!

0

مدينة معان في جنوب الأردن تعد ظاهرة فريدة بين المدن الاردنية. لها حساسيتها في الوجدان الاردني كلما انتفضت أوخرج ابناؤها ليعبروا عن ظلم اصابهم. منها انطلقت شرارة “هبة نيسان” المعروفة والتي دفعت بصانع القرار لتغيير مسار الحياة السياسية في الاردن بشكل مباشر وعبر تحول تاريخي. وهي المدينة التي تعبر عن احباطات مواطني جنوب الأردن، المحرومين تاريخيا من ثمرات التنمية الاقتصادية. وهي المدينة/المحافظة التي عانت وتعاني من الحرمان والفقر والبطالة بشكل يثير القلق. وهي المحافظة التي تتبنى اليوم عشرات الجهاديين السلفيين الذين يقاتلون في سوريا ضد النظام.

لابد من الاعتراف اولا بأن الحكومات المتعاقبة فشلت في فهم المسألة المعانية. لم يكلف رئيس وزراء واحد نفسه عناء الذهاب الى هناك ومحاولة الاطلاع على ما تتعرض له هذه المحافظة الشاسعة من تحديات حياتية واجتماعية. ولم تطلق الحكومات المتعاقبة خطة عمل واحدة للتعامل مع مشاكل المحافظة/المدينة. ادارت الحكومات ظهرها لمعان وها هي الآن تفرض نفسها على الأجندة الوطنية.

معان هي مثال على ما يحدث في محافظات مهمشة اخرى في جنوب البلاد وشمالها. المشكلة ان التحرك الحكومي/الأمني يأتي متأخرا دائما ويؤدي الى التأزيم في اغلب الأحيان. علينا ان نتدارك ذلك في اقرب فرصة. علينا ان ننتبه الى تداعيات ما يحدث في المحافظات المهمشة على امننا واستقرارنا. هبة اخرى من معان قد تدفع بانتفاضة جديدة نحن في غنى عنها.

قلنا كثيرا ان سياسة التقشف الحكومي والضغط على المواطن في رزقه وعيشه ستؤدي الى فلتان أمني والى قهر يدفع بالشباب الى التطرف. معان شاهد على هذه الحالة والتعامل الأمني لن يحل المشكلة. على الحكومة ان تعي ان سياساتها الاقتصادية العقيمة وفشلها في تأمين حياة عشرات الالاف من المواطنين ورفضها التعامل مع الواقع الحياتي في المحافظات الأقل حظا تساهم في تأزيم الوضع على الأرض.

الحل الأمني قد ينهي مشكلة آنية لكن على الحكومة الاعتراف بأن سياساتها القاصرة تطيل من أمد الأزمة. معان اليوم تشكل تحديا حقيقيا للحكومة وللدولة الأردنية. هذا التحدي لن ينتهي اليوم والأولى بالحكومة ان تنتبه الى تداعيات ما يحدث في محافظات الأردن المهمشة!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.