صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الاصلاح السياسي: مجرد كلام؟

0

ظهر مصطلح الاصلاح السياسي لأول مرة ربما بعد عودة الديمقراطية في اوائل تسعينات القرن الماضي، لكنه لم يتحول الى اكثر من شعار، بعد ان تبنته النخب السياسية، الا في الشطر الأول من العقد الماضي وخاصة بعد ان شكل الملك اللجنة الملكية للاجندة الوطنية ووجهها لاتخاذ ما هو مناسب لمستقبل الأردن السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
لم تحظ طروحات اللجنة الملكية باهتمام رسمي او شعبي وتم وأدها في اللحظة التي سلمت فيها توصياتها. ومنذ ذلك الحين والحديث عن الاصلاح السياسي يأخذ ابعادا مختلفة. وعندما وصلت رياح الربيع العربي الى الأردن عاد الحديث بجدية عن اهمية الاصلاح السياسي واستطاع الملك ان يقود الحملة وشكل لذلك لجانا وتم تعديل مواد في الدستور اعتبرها البعض قفزة نوعية في الاصلاح بينما رأى اخرون انها قاصرة.
المهم ان الحديث عن الاصلاح السياسي اليوم هو كلام اعلامي بينما لم تختلف الصورة كثيرا عن واقع السنوات الماضية. لا توجد لوبيات حقيقية تدفع باتجاه الاصلاح والمراجعة ويبدو المشهد عاديا: حكومة غير شعبية، معينة، تفرض رؤيتها على المواطن الأردني الذي يعاني اليوم من ضيق ذات اليد ومن صراعات بين قوى مختلفة؛ عشائرية ونخب سياسية تقليدية ومتقاعدين عسكريين وما تبقى من الحراك الشبابي. كل ذلك لا يشكل تهديدا لواقع الحال لكنه يعبر عن فوضى سياسية او بالاحرى عن عجز سياسي عام.
لا توجد معارضة اردنية بالمعنى الشعبي والسياسي، والسلطات تتركز في موقع واحد، والاعلام حيادي في مجمله بينما تتخذ الحكومة قرارات غير شعبية لا يعرف حتى الآن مدى نجاحها او تاثيرها في المستقبل.
هناك حالة من الاحباط، خاصة في الطبقة الوسطى التي تعبر عن صحة المجتمع ككل. ولا نتكلم هنا عن الطبقة الدنيا حيث البطالة والفقر والحرمان والغضب. توقف الحديث عن الاصلاح السياسي، وهو جوهر الاصلاح بكل معانيه، باستثناء الكلام الاعلامي والتصريحات الصحفية.
في ضوء كل ذلك يبدو من المستحيل ان تنجح الحكومة الحالية في تقديم خطة عمل اقتصادية ناجعة للسنوات العشر القادمة. هذا مطلب لا يمكن لأي حكومة ان تؤديه وكان من الأفضل ان تعتذر الحكومة عن هكذا مهمة.
نعود مرة اخرى لنفتح ملف الاصلاح السياسي ونطلب من النخب السياسية ان تتناسى خلافاتها وتركز جهودها على المطالبة باستئناف الحوار الوطني حول الاصلاح السياسي وما ينتظره المواطن من شفافية ومسؤولية ودور في صنع القرار المحلي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.