صحيفة الكترونية اردنية شاملة

زمزم 2؟

0

بعد زوبعة مبادرة زمزم الاصلاحية والأزمة التي ترتبت على فصل ثلاثة من قيادي جماعة الاخوان المسلمين لخرقهم لوائح التنظيم، جاء مؤتمر اصلاح الاخوان الذي عقد في اربد وحضره ممثلون عن مختلف الشعب ليعيد موضوع “اصلاح الجماعة” الى المشهد المحلي. يسعى المشاركون في لقاء اربد الى بناء صف اخواني متراص والأهم انهم اوصوا بانهاء حالة العزلة التي تعيشها الجماعة، وهم بهذا لا يختلفون كثيرا عن ما دعت اليه زمزم من قبل.
هل نحن ازاء زمزم 2 اذن حيث قاطعت قيادات الجماعة هذا المؤتمر ايضا؟ كما هاجم المكتب الاعلامي في جماعة الاخوان المسلمين، اجتماع إربد لإصلاح الجماعة، معلقا على ذلك بالقول: “الاصل لمن اراد الاصلاح ان ياتي البيوت من ابوابها.” واضاف الناطق الرسمي باسم الجماعة زكي بني ارشيد أن مجموعة من الاخوان في اربد ارادوا ان يعبروا عن رايهم من خلال اجتماع خارج الاطار التنظيمي المعتمد خلال تاريخ الجماعة الطويل. واضاف ان الجماعة لن تستدرج للانشغال باية ارباكات او مناكفات بصرف النظر عن مصدرها.
في الحقيقة هي ليست ارباكات او مناكفات، فليس سرا ان هناك صراعا بين قوى متشددة واخرى معتدلة داخل الجماعة، وان اراء وافكار زمزم ولقاء اربد يدعمها كثير من رموز الجماعة وقادتها التاريخيين. اصلاح الجماعة ليس انشقاقا، كما أكد على ذلك المشاركون في لقاء اربد، والدعوة الى الانخراط في العمل السياسي المحلي وابعادعناصر التأزيم عن قيادة الجماعة هي دعوات شرعية من قبل اعضاء الحركة والنشطين في الحراك السياسي.
لم تفلح مقاطعة الاخوان للانتخابات في تعطيل الحياة السياسية في الأردن، لكنها جعلته من لون واحد وافرزت سلبيات باتت معروفة للنخب الأردنية. لم يشارك الاخوان في الانتخابات لكنهم اخطأوا مرة اخرى بمقاطعتهم للجنة الحوار الوطني التي اوصت بتعديل قانون الانتخاب. لا يمكن للحركة وذراعها السياسي ان تطالبا بشيء اذا ما رفضتا المشاركة في العملية السياسية واصلاحها من الداخل.
وربما كانت زيارة ثلاثة من قيادي الاخوان لمجلس النواب الأحد الماضي للقاء رئيس المجلس، بعد مقاطعة دامت سنوات، بداية اعتراف بأن عزلة الاخوان عن المشهد السياسي اضرت بهم وبالوطن على حد سواء. وقد تكون الزيارة باكورة تغير ايجابي في داخل الحركة.
لا يمكن قبول مقولة ان الدولة تتحرك لتقسيم الجماعة، فالقائمون على الحراك الداخلي اشخاص نعرفهم ونحترمهم وتاريخهم داخل الحركة ليس طارئا. الاصلاح، وهو ما تدعو اليه الجماعة وذراعها السياسي داخل الدولة ينطبق على حركات الاسلام السياسي ايضا، فلم لا تتم مراجعة المواقف والانخراط في حوار جاد والأخذ بمنطق يدعو الى العمل من الداخل لا الوقوف على هامش الاحداث؟ .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.