صحيفة الكترونية اردنية شاملة

شؤون ‘داخلية’

0

الأسبوع الماضي ..المجلس منعقد، النصاب مكتمل ، الحضور في أوجه ، خلف الطاولات أعضاء يرتدون ربطات عنق أنيقة وبدلات غامقة ، يتهامسون فيما بينهم ويتبادلون الآراء والابتسامات بينما رئيس البرلمان يجلس على كرسيه يضع اللمسات الأخيرة على التصويت..بين كراسي البرلمانيين نائب يقوم ويجلس بطريقة مريبة، يحمرّ وجهه، ينفخ ضجراً ثم يحاول تسليه نفسيه بأي شي ، بعد ثوانٍ قليلة يقف ثانية مستغلاً انشغال زملائه بالتحضير للتصويت ، يحاول تجذيب بنطاله من عدّة جهات ليحدث اتساعاً وراحة لكنه يفشل على ما يبدو…

وعند ساعة الصفر ، وتحديداً أول ما بدأ زملاؤه في البرلمان بالوقوف للتصويت تباعاً ، هجر مكانه وهرول خارج القاعة وهو يردد: ” انه لقرار أحمق ان تشتري سروالاً من متجر محلي”!.

هذا ما حدث بالضبط مع النائب الديمقراطي في البرلمان الكندي “بات مارتن” حيث اضطر الخميس الماضي الى ترك الجلسة المنعقدة وترك التصويت وذهب ليحل شؤونه الداخلية الأكثر إلحاحا من أي قضية أو ملف آخر ، وبعد فترة ليست بطويلة و عودته مرتاحاً صافي الوجه متزن الحركات ويشعر بهدوء و انفكاك قال لزملائه شارحاً ، أن القصة وما فيها : أنه وجد متجراً كان يبيع ملابس الرجال الداخلية بنصف سعرها فاشترى حزمة منها …ليكتشف ان جميعها ضيقه وضيقة جداً ومن الصعب عليه الجلوس لفترة طويلة بحضورها” فقوبل بموجة من الضحك والتصفيق والتصفير…

بغض النظر اذا كان السبب الذي قاله صالحاً للنشر أم لا ، فما قام به الرجل منطقي وطبيعي ومنسجم مع الذات…فكيف له ان يحل مشاكل الأمة وهو لا يستطيع أن يحلّ “دكّة” سرواله…كيف له ان يفكّر بخطوات واسعة نحو الرقابة البرلمانية ، بينما سرواله يمنعه من ان ينفذ نصف خطوة ناجحة ، كيف له أن يفكر بتوسيع العلاقات الخارجية لبلاده ، والعلاقات الداخلية في قمة الضيق والشدّة…

لو التقي السيد “بات مارتن” لسألته سؤالاً يحيرني جداً ..ترى هل التقى “نواباً” أردنيين في نفس المتجر الذي اشترى منه سروايله الضيقة أم لا ؟..بصراحة لأنه كلما أُجري تصويت مهم على قرار مهم موازنة ،رفع كهرباء ، قانون ارهاب …يغادر النواب الجلسة على طريقة “بات مارتن”…لكن الفرق بينه وبينهم؛ ان مارتن “خلعه” وعاد…وهم “يخلعون” من الجلسة ولا يعودون.

سواليف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.