صحيفة الكترونية اردنية شاملة

‘وين رايح’؟

0

عادة في التوجيهي تكون العيون كلها متجهة نحو الطالب ،ووسائل الرائحة موفّرة له فوق المعتاد؛ فهو يظفر بالصوبة الجديدة أما الصوبة “اللي بتحرحر” فللصفوف الدنيا من اشقائه ، وكذلك يتم انتقاء الغرفة المريحة ،والمخدّات “ألطريّة” ويتم إعادة شحنه بالنسكافية بشكل دوري كل 3 ساعات ، فشعار المرحلة جميع الطلبات ملبّاة، والهدوء سيد البيت ..و غير مطلوب من الصبي سوى ان يدرس لينجح ويتفوّق…

لكن الغريب انه وبرغم كل طرق الـ”عزل” الاجتماعي للطالب،الا ان “جين النخوة” يصحو عند الشاب في هذه السنة تحديداً، اذا ما “فقع الخزّان” ليلة خميس ، يترك كتابه ويفتح باب غرفته وقبل ان يلبس “زنّوبته” يسأله الأهل وين رايح..؟ فيجيب بمنطق الحريص على مصلحة الدار…”بدي أشوف الخزان واصله مي ولا لأ”؟…فيسكت الجميع كون الخروج مبررا ،و من الضروري ان يقوم بهذه المهمة أي فرد من افراد الأسرة…

بعد نصف ساعة يُسمع صوت “بريك قوي” فيخرج من جديد من غرفته ويرتدي زنّوبته ويهم بالخروج فيسأله الأهل: وين رايح؟!..فيقول بلسان الحنون القلق : “بدّي أشوف البريك..كثير قريب..خايف يكون ع جدتي نوفة”..!!…فيسكت الجميع كون الخروج مبرراً و من الضروري ان يقوم بهذه المهمة أي فرد من أفراد الأسرة للاطمئنان على الحّجة “نوفة” بسبب نظرها “الكبّاسي”…

في اليوم التالي..يتعهّد بدفع فاتورة الكهرباء أثناء عودته من المدرسة ، وأحيانا َ ينشأ ويترعرع “جين النخوة” اكثر من اللازم ويصبح جاهزاً لأي مهمة غير مهمة …فنراه يرتدي ملابسه ويصفف شعره قبيل المغرب …فيسأله الأب وين رايح؟؟؟…فيرد بلسان الحريص والمسؤول عن اغراض البيت: “بوط” عبّودة ضيّق وبدي أبدّله حرام اكل رجله… فيسكت الأب كون الخروج في ظاهره مبرراً ومن الضروري ان يقوم بهذه المهمة أي فرد من افراد الأسرة غير “شلاش”…

بعض المسؤولين ، أحسهم يتقمّصون دور طالب التوجيهي الفار من وجه الدراسة ، فهم لا يتوانون من اقتناص أي فرصة للخروج من البلد وممارسة هواية السفر واذا ما سُئل “وين رايح”؟…فإنه سيقول لا بد من عمل مشاورات والتنسيق ضد محاربة الارهاب..وطبعاً يسكت الجميع عن هذه “الطلعة” كون الخروج صار مبرراً في مثل هذه الظروف و ضروري ان يقوم بهذه المهمة أي فرد من افراد الحكومة..

سواليف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.