صحيفة الكترونية اردنية شاملة

محاربة سرطان الثدي في الأردن

0

بمناسبة الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي ….سأكتب اليوم عن هذا الموضوع.
يعتبر البحث العلمي ركيزة أساسية لتخطيط الأنشطة والحملات التوعوية بناءا على دراسات علمية لواقع المجتمع بهدف اختيار الوسائل المثلى لإيصال الرسائل الصحية التوعوية للفئات المستهدفة وتحقيق افضل النتائج.
وضمن هذا الإطار لقد قمت بنشر العديد من المقالات العلمية في مجلات عالمية محكمة ومناقشة رسالة دكتوراة في عام 2013 ، في جامعة كارولينسكا العريقة في السويد وهي الجامعة المعروفة على مستوى العالم والتي تمنح جائزة نوبل في الطب. وقد تم هذا الإنجاز بفضل مساندة وتشجيع ودعم سمو الأميرة دينا مرعد حفظها الله.
بناءا على نتائج هذه الأبحاث عالية المصداقية التي أجريتها تحت إشراف علماء سويديين من جامعة كارولينسكا وجامعة لوند وجامعة اميو بالتعاون مع الأستاذة الدكتورة رائدة القطب من الجامعة الاردنية، قامت مؤسسة الحسين بتحديد اولويات وآليات عمل مختلف الأنشطة بهدف تطوير الأداء لمكافحة سرطان الثدي في الأردن على أسس علمية.
رسالة الدكتوراة كانت بعنوان: ما بين الخوف والطمأنينة: تردد السيدات الأردنيات حول سرطان الثدي و فحوصات الكشف المبكر. حيث تعتبر الدراسات المنشورة ضمن هذه الرسالة متميزة على مستوى العالم.
والأولى من نوعها في الشرق الأوسط.
وفيما يلي أهم النتائج والتوصيات التي انبثقت عن هذه الأبحاث :
• على الرغم من وجود مستوى مرتفع نسبيا من المعرفة الأساسية لدى السيدات الأردنيات حول سرطان الثدي إلا ان ممارساتهن لفحوصات الكشف المبكر كانت منخفضة بشكل ملحوظ.
المعيقات التي تحول دون إجراء فحوصات الكشف المبكر:
– تردد السيدات الأردنيات باعطاء الأولوية لصحتهن وتفضيل الأطفال والعائلة على أنفسهن
– شعورالنساء بالخوف من سرطان الثدي بسبب عدم قناعتهن بامكانية الشفاء واعتقادهن ان استئصال الثدي ينتقص من انوثة المرأة ويجعلها عرضة لرفض ونبذ الزوج والمجتمع بسبب الوصمة المرتبطة بهذا المرض.
– شعور النساء بالخوف من إجراء الفحوصات لإعتقادهن الخاطيء بأنها مضرة أو لتفضيلهن التجاهل وعدم تشخيص المرض حتى وإن وجد.
– شعور السيدات بأمان إفتراضي مبني على اعتقاد المرأة انها في منأى من احتمال الإصابة بسرطان الثدي لأنها أرضعت أبنائها أو لعدم وجود تاريخ عائلي لديها أو بسبب قناعتها بان المرض قضاء وقدر من عند الله.
– بعض الرجال والنساء في الأردن يعتقدون أن سرطان الثدي وراثي وأنه يشكل وصمة قد تطال عائلة المرأة المصابة وتحول دون زواج بناتها
– بعض الرجال في الأردن لديه معتقدات خاطئة بأن سرطان الثدي معدي وأن هناك احتمال أن تنقل الزوجة المصابة خلايا سرطانية للزوج
– عبر غالبية الرجال الأردنيين عن تعاطفهم تجاه زوجاتهم والنساء بشكل عام ولكنهم في نفس الوقت اعترفوا ان المرأة التي يصيبها سرطان الثدي قد تتعرض للإجحاف و قد يتم نبذها من قبل الزوج والمجتمع. وقد استنكر ذلك الظلم رجل من العينة المدروسة بقوله ” في حدا بيشم الوردة وبعدين بيرميها؟”
– بعض الرجال ألاردنيين فسروا نبذ الزوج وعدم وقوفه بجانب الزوجة المصابة بسرطان الثدي من منطلق ذكوري, حيث أشاروا ان الزوج قد يشعر بالعجز لعدم استطاعته الإلتزام بمسؤولية العناية بالزوجة المصابة و لكي لا ينتقص ذلك من رجولته فإنه يؤثر الإنسحاب ويبرر ذلك بأن الزوجة المريضة لم تعد قادرة على الإيفاء بواجباتها الزوجية.
– بعض الرجال ذكروا ان المرأة المصابة بسرطان الثدي تصبح نصف إمرأة بعد استئصال الثدي.
– غالبية الرجال في عينة البحث ينظرون الى سرطان الثدي على أنه قضاء وقدرمن الله ولكنهم في نفس الوقت يستبعدون احتمال إصابة النساء ضمن عائلاتهم الخاصة بهذا المرض لأنهن أرضعن أبنائهن أو لعدم وجود تاريخ عائلي.
العوامل الإيجابية التي تشجع المرأة على إجراء فحوصات الكشف المبكر :
– تثقيف المرأة الأردنية حول أهمية فحوصات الكشف المبكر من خلال حملات التوعية المدروسة يسهم في دحض الترهات المتعلقة بسرطان الثدي ويشعر المرأة بالطمأنينة المبنية على المعرفة الصحيحة, ويشجعها على الحفاظ على صحة الثدي.
– إمكانية تبديد خوف السيدات من سرطان الثدي من خلال تفعيل دور الناجيات في بث رسالة واقعية بأن الكشف المبكر ينقذ الحياة.
– غالبية الرجال الأردنيين أشادوا بالمكانة الكريمة للمرأة في الإسلام وتحدثوا عن دور الأم الفاعل في تنشئة الأبناء وضرورة قيام الزوج بالاهتمام بصحة الزوجة والحفاظ على أواصر العلاقة الزوجية في الصحة والمرض.
– على حملات التوعية المتعلقة بسرطان الثدي في الأردن الأخذ بعين الإعتبار الدور الإيجابي الذي يضطلع به الرجل في دعم المرأة لإجراء فحوصات الكشف المبكر.حيث أن مساندة الزوج بشكل خاص والأسرة على العموم تشجع السيدة على إعطاء الأولوية لصحتها, فالرجال الأردنيين يشعرون بالمسؤولية تجاه صحة أفراد أسرتهم و لهم دور فعال في الدعم والنصح وتقديم المشورة لزوجاتهم للحصول على الرعاية الصحية.
– أكد غالبية الرجال الأردنيين أنهم و كنتيجة لحملات التوعية بصحة الثدي أصبحوا يستطيعون الحديث دون تحفظ حول موضوع سرطان الثدي و لم يعودوا مقيدين بثقافة العيب وقدرية المصير فيما يتعلق بالمرض والحياة والموت.
– اثبتت الدراسات فعالية المحاضرات التثقيفية و الزيارات المنزلية التوعوية في زيادة معرفة السيدات الأردنيات حول سرطان الثدي و تشجيعهن على ممارسة فحوصات الكشف المبكر.
– اثبتت الدراسات أن توزيع كوبونات مجانية لإجراء فحص الماموجرام للسيدات المستهدفات في الفئة العمرية من اربعين عام وأكثر في المناطق الأقل حظاً أدى لتشجيعهن على إجراء الفحص.
بقلم الدكتورة هنا طه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.