صحيفة الكترونية اردنية شاملة

في ظلال الاستقلال

0

يعيش الأردن نظاماً ووطناً وشعباً هذه الأيام مناسبات وطنية تستحضر ست وتسعين عاماً على نشأة الأردن كدولة ونظام ، وواحد وسبعون عاماً على استقلال الأردن ، ليصبح الأردن ، الأرض والشعب والنظام دولة اسمها المملكة الأردنية الهاشمية ، الدولة والكيان اللذان بناها أولو العزم من أبناء هاشم الذين جعلوا من الاسلام والعروبة مرتكزات للثورة العربية الكبرى والتي مضى على قيامها ست وتسعون عاماً ، تلك الثورة التي حررت العرب والعروبة من الظلم والطغيان والتهميش ، إن الاستقلال الذي خلّص الأردن والأردنيين من التبعية والاستبداد ، والذي نتفيأ ظلاله هذه الأيام ، والذي نحتفل به سنوياً في الخامس والعشرين من شهر أيار كل عام ما كان ليتحقق لولا البناة الأوائل بدءاً بمؤسس الدولة جلالة المغفور له الملك عبد الله الاول ومروراً بواضع دستورها جلالة المغفور له الملك طلال ، وباني نهضة الأردن الحديث جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه ، ووصولاً الى معزز الاستقلال وحاميه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم ، ومن خلفهم الأردنيون الغيارى على وطنهم من الآباء والاجداد ، والذين جعلوا من الأردن بقيادة الهاشميين دولة حديثة وذات سيادة لها وزن في الأوساط الدولية مع صغر حجمها وقلة إمكاناتها المادية .
واليوم ونحن نحتفل بذكرى الاستقلال لا بد لنا نحن الأردنيين من وقفة مع الذات حتى نحافظ على مكتسبات الاستقلال التي تحققت للأردن بسواعد أبنائه في مختلف المجالات التعليمية والصحية والعمرانية والثقافية والعسكرية ، فإينما جوّلنا ناظرينا في أرجاء الوطن نرى صروح العلم من جامعات ومدارس ومستشفيات ومراكز صحية وعمران ، كما نقف مع الذات لنرى مكانة وطننا الغالي لدى العالم بفضل السياسة والخطاب السياسي الأُردني المعتدل .
كما نقف مع الذات لنرى النسيج الإجتماعي لوحدتنا الوطنية التي شيدت مع خيوط شمس الاستقلال في بداية الخمسينات من القرن الماضي ، ونقف مع الذات لنرى وطننا الحبيب وقد احتضن الآلاف من أبناء الأقطار العربية التي تعرضت بلدانهم لمكروه بدءاً بإخواننا الفلسطينيين ومروراً بأخواننا العراقيين وأخيراً أخوتنا السوريين والذين قاسمناهم العيش والمأكل والمشرب .
ونقف مع الذات ونحن نتفيأ ظلال الاستقلال لنرى كيف عبر الأردن بقيادته وشعبه إعصار الربيع العربي الذي دمّر بلدان عربية بالجملة والتي لا تزال تعاني من تبعات هذا الربيع ، حيث أَنجز الأردن جملة إصلاحات شملت حوالي ثلث مواد الدستور الذي وضع في سنيّ الاردن الأولى من الاستقلال ، والتي ما كانت لتتحقق لولا الرؤية الثاقبة للقيادة الهاشمية والتي استشرفت قدوم الربيع العربي قبل وصوله وأَنجزت ما ثار أبناء بعض الأقطار العربية من أجله دون تقديم القرابين البشرية لتحقيقه .
ونقف مع الذات لنعمل جميعاً لإعادة اللُّحمة الى النسيج الإجتماعي وننبذ العنف المجتمعي والعنف الجامعي ، وندرس أسبابه ونجفف ينابيعه ونضع الحلول لمعالجته ، ونُعيد للاردن والأردنيين مكانتهم الإجتماعية ونُعيد لمؤسساتنا التعليمية هيبتها ومكانتها بين جامعات العالم ، ونُعيد لعشائرنا ومكونات مجتمعنا الأردني اللحمة التي يقوى بها الوطن.
وفي الختام ، أرجو الله أن يكون عيد الاستقلال محور الالتقاء والتصالح ، وهادياً لنا جميعاً نحو تحقيق الأفضل لبلدنا وشعبنا بكل مكوناته ، ولمؤسساتنا الرائدة ، وكل عام والأردن ملكاً وشعباً وأجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة بألف خير ولجامعاتنا الحكومية والخاصة وطلبتها وهيئاتها التدريسية والإدارية.
ونحن نتطلع إلى الاستقلال ومكتسباته ، لنرجو الله العلي القدير ان يحفظ الله الأردن أرضاً ونظاماً ودولة ، وأن تكون تجربته الرائدة في مجال الإصلاح والحياة الديمقراطية موضع تقدير في العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.