صحيفة الكترونية اردنية شاملة

لاجئة سوریة تؤسس مدرسة متنقلة بالأردن

أسست لاجئة سوریة، مدرسة متنقلة في البادیة الشرقیة، شمال الأردن، لأجال الأطفال الذین یرى ذووھم في المدرسة أمرا ثانویا.
وأرادت اللاجئة التي تدعى أم آسیا، أن تنتزع حق التعلیم لبناتھا الثلاث بعد وفاة زوجھا، ما دفعھا إلى تأسیس المدرسة.

ونقلت شبكة “سبوتنیك” الروسیة، عن أم آسیا قولھا، إن زوجھا “توفي منذ خمس سنوات تقریباً، منذ بدایة الأحداث، ولم یكن مشاركاً
ّ “، وتتحدث عنھ أكثر “كان أستاذ مدرسة في أبو ظبي وكان یدرس المرحلة الابتدائیة، وعندما بدأت الأحداث كنا في
بالأحداث، كان مستقلاً سوریا”.

تتوقف قلیلاً ثم تكمل “لكم أن تتخیلوا كیف للمرء أن تتغیر حیاتھ من الحیاة في أبو ظبي إلى [العیش في] خیمة”.
وحسب أرقام المفوضیة السامیة لشؤون اللاجئین في الأردن فإن 80 بالمئة من اللاجئین السوریین ھم خارج المخیمات و20 بالمئة منھم
داخل المخیمات، كما أن 75 بالمئة من فئة اللاجئین السوریین ھم نساء وأطفال.

وكانت مسؤولة حمایة قسم حمایة المرأة والطفل في المفوضیة السامیة لشؤون اللاجئین زینة جدعان قد اعتبرت في وقت سابق أن الأرقام
المدرجة أعلاه إنما تؤكد على خصوصیة وضع اللاجئین النساء والأطفال في الأردن.

وحسب جدعان فإن “اللجوء یؤدي لانھیار البنیة الأسریة وتفككھا بسبب فقد الزوج أو الأب أو المعیل”.

خلافاً لزوجھا، لم تكن أم آسیا متعلمة، لقد أنھت دراسة الصف الرابع فقط، وعندما قتل زوجھا، ونظراً لخلاف بینھا وبین أبناء زوجھا
خرجت من سوریا، لتمكث فترة قلیلة في الزعتري ومن ثم توجھن إلى أقاربھن الذین یعملون في مھنة الزراعة في منطقة الأغوار في
الأردن.

حینھا بدأت معركة أم آسیا مع أقاربھا الذین أرادوا إخراج بناتھا الثلاثة، الذین تتراوح أعمارھن بین (6-10 سنوات) من المدرسة لیعملن
ّ في الزراعة، تقول “جمیع أبنائھم الذكور والإناث یعملون في الزراعة فقط، وأنا أرید لبناتي أن یكن متعلمات مثل أبیھن”، وأضافت “أنا لا
أستطیع أن أبقى تحت سیطر أحد”.

قاومت أم آسیا أقاربھا وتمكنت من التوجھ ھي وبناتھا إلى البادیة الشرقیة في الأردن لتبدأ ھي رحلة عمل في المزارع وتنظیف الأراضي
الزراعیة، بینما أرسلت بناتھا إلى المدرسة.

وتبعد المدرسة مسافة كبیرة عن المكان الذي تقطن فیھ أم آسیا، لذا فإنھا تلجأ ھي وجارتھا لإرسال أبنائھن عبر وسیلة مواصلات، لكنھا
عندما كانت تراقب بقیة اللاجئین السوریین في محیطھا، تراھم یخشون إرسال أبنائھن إلى المدرسة بسبب المسافة البعیدة، ویبلغ عددھم 30
طفلاً، فتمكنت عبر التواصل مع ناشطین ومع مؤسسة إنقاذ الطفل من تأسیس مدرسة متنقلة.

التعليقات مغلقة.