صحيفة الكترونية اردنية شاملة

هل نقل النظام السوري وإيران عدوى “خطيرة” إلى روسيا؟

“سنسقط أي صواريخ تطلق على سوريا” و”لن تمر دون رد”، و”سيكون الرد قاسيا”، عبارات استخدمتها روسيا قبل الضربة الغربية الثلاثية على سوريا، لتصبح كفيلة بأن يحبس العالم أنفاسه متحضرا لمواجهة روسية أميركية وشيكة، لكن الأمر انتهى عند “حق الرد في الوقت المناسب”وهي عبارة دأب النظام السوري وحليفه الإيراني على استخدامها لتجنب الحرج عقب أي صفعة عسكرية توجه لهما.

وضجت وسائل الإعلام العالمية قبل 72 ساعة من الضربة التي قادتها الولايات المتحدة مع فرنسا وبريطانيا على منشآت كيماوية سورية قبل أيام، بالتصريحات الروسية والتهديدات بإسقاط الصواريخ الغربية، والتحذير من إشعال حرب مباشرة.

إلا أن ذلك لم يحصل بعد شن الدول الثلاث الضربات بالفعل على أهداف للنظام السوري في دمشق وحمص، ردا على الهجوم الكيماوي، الذي اتهم النظام بتنفيذه في دوما، قرب العاصمة السورية.

وعقب الهجوم، حذر السفير الروسي في الولايات المتحدة من أن واشنطن ولندن وباريس تتحمل عواقب الضربات، وشدد على أن موسكو ترفض أي إهانة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتن.

وبدلا من الرد الفوري الذي هددت به، سارعت وزارة الدفاع الروسية إلى التأكيد على أن الهجوم لم يقترب من المواقع الروسية في سوريا، وأهمها القاعدتان الروسيتان الجوية والبحرية في حميميم وطرطوس.

ولم تدخل الصواريخ الغربية منطقة الدفاعات الجوية الروسية التي تحمي المنشآت في القاعدتين، لتنهي بذلك أي احتمال لعمل عسكري مضاد كانت قد هددت به سابقا.

وفي فبراير الماضي، استهدفت غارات أميركية قوات سورية وميليشيات تابعة لها في دير الزور، مما أسفر عن مقتل 100 جندي من بينهم 19 جنديا روسيا، بحسب الرواية الأميركية.

وبعد نحو أسبوع من الصمت، أعلنت موسكو مقتل خمسة مواطنين، قائله إنهم لا ينتمون للجيش الروسي، وذلك في مسعى للخروج من الالتزام بالرد على الغارة.

وكشفت تقارير صحفية عن هوية القتلى الروس، مشيرة إلى تواجد مجموعات شبه عسكرية روسية “خفية” تدعم الجيش النظامي السوري، خاصة في استعادة ومراقبة المنشآت النفطية.

وبدا من التصريحات الروسية، أن موسكو ارتكنت إلى سياسة طالما انتهجها النظام السوري ونظيره الإيراني في الرد على أي عمل عسكري يطال قواتهما.

فقد اشتهر عن النظام السوري ديباجة ثابتة وهي:” الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين”، وذلك ردا على عشرات الغارات الإسرائيلية التي طالت أهداف داخل سوريا خلال العقود الثلاثة الماضية.

وكان آخر هذه الضربات، غارة إسرائيلية في التاسع من أبريل الجاري استهدفت قاعدة التيفور العسكرية التابعة للجيش السوري تضم أيضا مقاتلين إيرانيين في محافظة حمص وسط البلاد، موقعة 14 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم ثلاثة ضباط سوريين و7 مقاتلين إيرانيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي 10 فبراير الماضي، أعلنت إسرائيل شن ضربات “واسعة النطاق” استهدفت مواقع “إيرانية وأخرى تابعة للنظام” داخل الأراضي السورية، بعيد سقوط إحدى مقاتلاتها من طراز أف-16 في أراضيها.

وهي المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي بشكل واضح ضرب أهداف إيرانية في سوريا، لكن طهران التزمت بالتهديد بالرد في “الزمان والمكان المناسبين”.

وفي الحالتين، التزمت إيران بالتهديد “بالرد في الزمان والمكان المناسبين”، ليخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي ويقول صراحة إنه إذا قامت إيران أو ميليشياتها بأي عمل تجاه إسرائيل انطلاقا من سوريا، فإنه سيمحو النظام السوري وجيشه والقوات الإيرانية الداعمة له.

وبين الاحتفاظ بحق الرد والرد الفعلي تقع حسابات كثيرة خارج حدود التصريحات الرنانة، خاصة في إقليم مشتعل لا يحتاج سوى عمل متهور صغير لتندلع حرب واسعة لن تفيد الكلمات في إخمادها.

التعليقات مغلقة.