صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الصفدي : مستمرون بجهودنا لإيجاد افق سياسي لحل الدولتين

أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الاثنين صلابة العلاقات الثنائية وأهمية التعاون والتنسيق بين البلدين في جهودهما المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وبحث الوزيران خلال اجتماع عقداه في وزارة الخارجية، العملية السلمية وآخر تطورات الأزمة السورية والحرب على الإرهاب، إضافة إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وشدد الوزيران في مؤتمر صحافي مشترك على قوة العلاقات بين البلدين وأهميتها في جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وشكر الصفدي نظيره الأميركي على الدعم الذي تقدمه بلاده إلى المملكة، لافتاً إلى مذكرة التفاهم التي وقعها البلدان أخيرا،ً وهي الأولى التي توقعها إدارة الرئيس ترمب والأكبر في حجم المساعدات الأميركية للمملكة.

وقال إن الدعم المالي الذي تقدمه الولايات المتحدة للأردن في إطار هذه المذكرة أساسي في تمكين الأردن من المضي قُدُماً في برامج الإصلاح الاقتصادي وفي تلبية احتياجاته التنموية والدفاعية.

من جانبه قال بومبيو إنه زار المملكة ليؤكد أهمية العلاقات مع الأردن بالنسبة لبلاده. وزاد “شراكتنا أساسية للبلدين وأردت أن آتي هنا لأؤكد متانة العلاقات مع الأردن ومع جلالة الملك، وهي علاقات أساسية للبلدين وللمنطقة أيضاً.” وأضاف “كما قال الرئيس ترمب حين استقبل جلالة الملك في البيت الأبيض، نحن ملتزمون بتقوية علاقاتنا الصلبة مع الأردن وتقوية دعمنا له، وإن دعم أمن الأردن واستقراره مصلحة أميركية قومية مهمة، نريد أن يعرف الأردنيون ذلك ونود أن تعرفوا أن التزامنا نحوكم صلب”.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تفخر بأنها الداعم الأكبر للأردن في المجالات الاقتصادية والدفاعية.

وخلال المؤتمر الصحافي المشترك، قال الصفدي إن المحادثات ركزت على سبل التعاون من أجل حل الأزمات الإقليمية التي حرمت شعوب المنطقة حقها العيش بأمن وسلام واستقرار، وفي مقدمها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يرى الأردن انه السبب الرئيس للتوتر وعدم الاستقرار، ويعتبر حله مفتاح تحقيق السلام الشامل والدائم.

وزاد أن حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران 1967 هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام، مؤكدا أهمية كسر الجمود في الجهود السلمية، ذاك أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر.

وقال إن الأردن سيستمر في بذل كل جهد ممكن وبالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء في المجتمع الدولي لإيجاد أفق سياسي نحو حل الدولتين، الذي برغم التحديات التي تواجهه، يبقى الخيار الوحيد لتحقيق السلام.

وقال” ما هو بديل حل الدولتين، لا يمكن أن نتوقف عن بذل الجهود لتحقيق السلام ولا بديل ممكنا لحل الدولتين.

إلى ذلك قال بومبيو أن الرئيس الأميركي أكد حين أعلن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل بأن الولايات المتحدة لا تتخذ موقفا حول الحدود، وستدعم حل الدولتين اذا اتفق الطرفان على ذلك، وإن تعريف الحدود والسيادة في القدس متروك للتفاوض بين الطرفين.”

وأكد بومبيو أن الولايات المتحدة تستمر بدعم الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف واحترام الدور الخاص للأردن بصفة جلالة الملك الوصي على الأماكن المقدسة في المدينة.

وقال إن بلاده ستسمر بالعمل من أجل تحقيق السلام وتحقيق النتيجة الأفضل للفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال الصفدي انه ووزير الخارجية الأميركي متفقان على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية.

وأضاف” المطلوب حل سياسي يقبل به الشعب السوري ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها واستقلاليتها عبر مسار جنيف وعلى أساس القرار 2254.” وأكد أن منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري، والتي تم التوافق عليها عبر محادثات أردنية أميركية روسية في عمان حالت دون المزيد من القتل والدمار والتشريد، ويجب الحفاظ عليها خطوة نحو وقف شامل للقتال في كل سوريا ونحو الحل السياسي المنشود. واتفق بومبيو مع الصفدي على أهمية منطقة خفض التصعيد وعلى التزام الولايات المتحدة اتفاق وقف النار الذي تم في إطار اتفاق منطقة خفض التصعيد.

واشار بومبيو الى إن أهداف الولايات المتحدة في سوريا هي هزيمة داعش، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية وتخفيض العنف، وهي القضايا التي بحثها بعمق مع الصفدي خلال المحادثات.

وزاد أن بلاده تدعم حلا سياسيا عبر محادثات جنيف.

ولفت الصفدي إلى الأعباء التي تتحملها المملكة نتيجة استقبال مليون وثلاثمائة ألف سوري في الوقت الذي ثمن فيه بومبيو الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به المملكة إزاء اللاجئين، وأكد استمرار دعم الولايات المتحدة للأردن لمساعدته في التعامل مع أزمة اللجوء.

وقال بومبيو ” منذ بداية الأزمة السورية قدم الأردن مساعدات ضخمة للشعب السوري. نشكركم على دوركم. نعرف أن ذلك صعب ومكلف لكن قيادتكم الجوار في سياق مساعدة اللاجئين في هذا الوقت الصعب أمر يستحق الثناء.” وأشار إلى أن الولايات المتحدة ساعدت الأردن على مواجهة أعباء أزمة اللجوء السوري حيث قدمت مساعدات إنسانية بقيمة 4.1 مليار دولار منذ بدء الأزمة السورية.

وشدد وزير الخارجية الأميركي على أن بلاده ستستمر في العمل مع الأردن لمساعدته على حماية حدوده من تبعات الأزمة السورية، إذ أنها تدرك الأخطار التي تمثلها الأزمة السورية على أمن المملكة.

وشدد على أنه يجب أن لا تعود سوريا ملاذا آمنا لداعش أو لأي مجموعة إرهابية أخرى.

كما أكد الصفدي أهمية الشراكة الأردنية الأميركية في محاربة الإرهاب والإنجازات التي حققها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في هزيمة داعش في سوريا.

وقال إن المملكة ملتزمة بمحاربة الإرهابيين الذين لا ينتمون إلى اي حضارة أو دين ودفاعا عن “أمننا واستقرارنا وعن قيم السلام واحترام الآخر التي يجسدها الدين الإسلامي الحنيف.” واشار بومبيو إلى أن المحادثات تطرقت أيضا إلى الدور الإيراني في المنطقة وسبل التعامل مع سياسات إيران العدائية إضافة إلى الاتفاق النووي مع طهران.

وقال الصفدي في رد على سؤال “نحن والولايات المتحدة شركاء. نحن نعمل معا من أجل تحقيق السلام الشامل والدائم. حواراتنا مستمرة، والتواصل بيننا مستمر. ونحن متفقون على انه لا بد من أن نحقق السلام والاستقرار في المنطقة، وهذا شيء بحثناه اليوم ومستمرون بالحديث فيه، والاتصالات بين جلالة الملك وفخامة الرئيس الاميركي مستمرة ومتواصلة.” وزاد وزير الخارجية: العلاقات الأردنية الأميركية قوية والشراكة قوية. نختلف ونتفق، ولكننا متفقون على ان الهدف هو بالنهاية تحقيق السلام الشامل والدائم، هذا ينطبق على القضية الفلسطينية وينطبق ايضا على الموضوع السوري، وينطبق ايضا على محاربة الارهاب. بالنهاية هدفنا واحد، نريد منطقة خالية من الصراعات، منطقة مليئة بالفرص.

وقال بومبيو في رد على سؤال حول ما يسمى “صفقة القرن” إن الولايات المتحدة تدرك أنه في النهاية هذه الصفقة يجب أن يتم التوافق عليها بين الإسرائيليين والفلسطينيين لكن من المؤكد أن الولايات المتحدة ستكون منخرطة في جهود التوصل لهذه الصفقة.

وقال إن الولايات المتحدة تعمل مع الأردن عن قرب في جهود تحقيق السلام من أجل أن يكون الحل الذي سيتم التوصل إليه بالنهاية مقبولا للبلدين وللجميع في المنطقة ويأخذ بعين الاعتبار المصالح الأردنية.

ورحب الصفدي بنظيره الأميركي الذي يزور المملكة بعد أيام من توليه مسؤولياته وزيرا للخارجية في إشارة إلى أهمية العلاقات بين البلدين.

وقال بومبيو إن البلدين سيستمران في تطوير علاقاتهما والعمل على إنجاز تقدم في التعامل مع القضايا الإقليمية.

وأضاف “سنعمل من أجل ضمان شرق أوسط آمن ومستقر بالتعاون مع حليفنا وشريكنا الأردن.” 

التعليقات مغلقة.