صحيفة الكترونية اردنية شاملة

المعقول واللامعقول

المعقول واللامعقول
نعيش أحداثا أصبحت تصنف على واقع اللامعقول والذي لم نتخيل يوما أننا قد نصل إليه فلم نعد نستغرب أحداثا تجري على صعيد الدول و على صعيد الافراد أخذت تفرض نفسها علينا بواقع غير معقول وهو ما أدى إلى خروج الأمة من عقالها كل قوم بما لديهم فرحين.
فاختلفنا فذهبت رياحنا باتجاهات مختلفه أصبح من الصعوبة بمكان تجميعها في مسار واحد.
نبدأ بقضيتنا المركزية قضية فلسطين فمن غير المعقول أن نبقى نشجب وندين ونحذر ونطالب ونستنكر إلى ما لا نهاية ولن يستمع أحد الينا لا بل من نريدهم لجانبنا أصبحوا يهرولون باتجاه اسرائيل ونصرة قضاياها.
بالله عليكم هل هذا معقول؟
لنتفق أن من يستحق التحيه والتقدير والاحترام هم الصامدون والمقاومون في فلسطين لكل ما يقوم به الاحتلال من إجراءات تعسفية ضد القبلة الأولى نيابه عن كل المسلمين في الأرض وبالمقابل تركناهم كعرب ومسلمين يواجهون قدرهم المحتوم لوحدهم إلا أنهم يستمدون العون من كل أصحاب الضمائر الحيه ومن كل الشرفاء الذين يقفون معهم ويدارون دمعتهم التي اخفوها حسرة على خذلانهم لكن يبقى الخير فيمن يدعمهم بالكلمة والموقف ويداوي جروحهم ويدعم صمودهم بكل أشكال الدعم المادي والمعنوي.
أنه من غير المعقول أن تبقى الأمة مسلوبة الإرادة بهذا الشكل المفزع تتخطفنا الدول وتفرض الأحداث علينا ونحن تائهون لم نستند بعد على موقف واحد ندعم قواعده ونقوي أركانه ليكون منطلقا لنا في مسيرتنا المستقبلية.
أين نحن من الأحداث الدائرة حولنا كعرب ومسلمين وما هي مواقفنا تجاهها لقد صرفت الأمة مقدراتها وثرواتها لتشكيل واقع عربي جديد ننتظره بكل أمل لعله يغير من واقعنا شيئا نتفاءل به ولا زلنا ننتظر اللامعقول أن يحدث.
واقع الحال يشير أن اجندة الحال باقية على ما هي عليه فالعراق لديه بصيص أمل لكن أمنياته أكبر من واقعه وسوريا لا زالت حربها تتجاذبها أجندات دوليه ومصالح عالميه واليمن السعيد فقد سعادته منذ أمد بعيد وليبيا لا زالت داعش في خاصرتها لم نكتفي بذلك فقد برزت ملفات جديده تنذر بحرب تلوح في الأفق بين إيران واسرائيل وحزب الله وشرارات الصواريخ البالستيه أخذت طريقها إلى السعودية وهنا أصبحنا في حيرة من أمرنا فليس من المعقول أن نقف مع إسرائيل ضد إيران ولا أن نقف مع إيران ضد إسرائيل هنا دخلنا في مجهول اللامعقول.
بالمحصلة هل سنبقي مشغولين بأنفسنا وكل دوله منشغله بحالها لوحدها وأصبح كل ينظر في حال مصالحه وعلى هذا وصلتنا رسائل واضحة من هو ليس معي فهو ضدي وقد سمعناها من قبل وعليه أصبح الدعم مرهون بقضايا كثيره لا مجال لذكرها وأصبحنا لا محالة نتوجه إلى الإعتماد على النفس وهذا ما زاد علينا نسبة الدين العام إلى مستويات غير معقوله مما اضطرنا إلى زيادة الاقتراض وتعاظم خدمه الدين وعليه أصبحنا نسير على حرف وحتى بكتاباتنا نسير على ذات الحرف وأصبحنا ننتقي الحروف ونسأل الله الثبات لنا ولهذه الأمه الصابرة على واقع مرير فرضته الأحداث علينا ونردد دائما من شاف مصائب الأمم من حولنا هانت عليه مصيبته.
اللهم أحفظ علينا بلدنا وقائدنا وشعبنا العربي المسلم في الأردن وفي كل بقاع الأرض.

التعليقات مغلقة.