صحيفة الكترونية اردنية شاملة

خواطر عن…ساعة الغضب…

انها لحظات من الإنفعال يقول فيها المرء ما لا يقصده…ربما بسبب موقف اثًر فيه او استفزه من الداخل…او ربما لإنزعاجه من أمر ما…نتعرض في مسيرتنا في هذه الحياة لضغوطات كثيرة قد تدفعنا في بعض الأحيان للخروج عن طبيعتنا لبضعة دقائق لنثور في وجه الآخر…فربما ايضا لنا طاقة تحمل قد تجعلنا ننفجر بوجه من نخنلف معه…لنصرخ بوجهه او نقول له كلمات ما كنا نعتقد بأنها قد تخرج منا في يوم من الايام له…

قد تدوم ساعة الغضب هذه لبضعة دقائق…او قد تدوم لستون دقيقة…لكن بعد أن تنتهي هذه الساعة…سنشعر بأن بركان الغضب الذي كان يَسْتَعِرْ في داخلنا قد سَكَنَ من جديد…قد اطفئ لَهَبَهُ…و ستعود اللحظات العابرة من جديد الى ذهننا كذكرى فقط…و قد نستغرب حينها ما قد حدث و ما قد قلناه في لحظات فوران الدم هذه…فالتفكير بالأمور و قت الهدوء سيختلف كليا عن التفيكر في لحظات الغضب و الإنفعالات…و الأجمل من هذا الأمر مرور الايام بعدها…فسيجعلها تبدو ذكرى صغيرة جدا مضت في حياننا…فهي في حقيقتها لا تتعدا ساعة واحدة فقط…و قد يجعلنا مرور الأيام نندم على ما قلنا للآخر و نحن بقبضة غضب شَوًشَ تفكيرنا و جعلنا نتقاذف كلمات و جُمَل لم تخضع للتفكير في لحظات الهدوء و التروي…

ساعة غضب…كفيلة لتزرع جروح كثيرة في انفس اطراف الخصام…و الايام العابرة الترياق المداوي…فهل من قلوب تتهيئ للمغفرة؟ و هل من أنفس قلوبها بيضاء لتصفح للآخر زلاته؟ كي تستمر الحياة و لكي تستمر علاقات البشر مع بعضها البعض، فالحب قلب الحياة الزوجية و المحبة قلب الصداقة عند جنس الشر…و المغفرة نعمة ربانية تضمن لهذه العلاقات عدم الإنتهاء…فحينما تجتاح ساعة الغضب سلام علاقة ما و تترك في القلوب التجريح و العبارات القاسية و تعبر الأيام بعدها لتتحول الى ذكريات مؤلمة…المنفذ الوحيد لإعادة المياه لمجاريها…هو المغفرة…ترياق فَعًال لساعة الغضب…و ضمان لعدم إنهيار العلاقة…

ساعة غضب مهما حصل فيها و مهما قال المرء فيها من عبارات لا يقصدها بدافع الغضب ترياقها كلمة واحدة…اسامحك فإذا كان المخطئ اليك انثى اكسر الشر بينك و بينها و اكسر معها حرف الكاف بهذه الكلمة و قل لها اسامحكِ…و إذا كان المخطئ اليك رجل اكسر الشر و قلها له…فتصبح ساعة الغضب ذكرى عابرة في الماضي…

التعليقات مغلقة.