صحيفة الكترونية اردنية شاملة

مُحارَبةُ الفَسَاد لاستعادة الثِقة

كما قال رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز انه لا يمكن أن نقومَ برفعِ الضرائبِّ والرسوم وتطلب من المواطنين أن يتحملوا تداعياتها دون أن تُقْدِمَ الحكومة على خطواتٍ ملموسة لاستعادة الِثقة المفقودة في الشارع منذ سنينَ بالخطابِ الرسمي.

مُكافَحَة الفَسَاد ومُحارَبةُ الفاسدين اللبنة الاساسية التي بإمكان حكومة الرزاز أن تُعيدَ بناء جدارِ الثِقة مع المواطنين، ولا يكونُ هذا خطاباً إعلامياً تقليدي كالمعتاد لا يُفضي ولا يُغْـني منْ جوع، وإنما يكونُ بإجراءاتٍ ملموسة وحقيقية تؤدي في النهاية إلى نتيجةٍ واضحةٍ وعادلة وهي استردادُ اموال للخزينة، وإِيداعُ الَفاسدينَ في السجون.

 

فَضيحة مصنع الدُخان أن كانت بهذا النحو المُعلَن او غيره كما يُقال بانها قَضيّة أكبر بكثير مما هو مُعلَن في النهاية مطلوب من حكومة الرزاز الاستمرار بالسير بالتحقيق فيها، ولا يكتفي فقط بالتحقيق، وإنما يجب أن يكون هناك نتيجةٌ واضحةٌ لا لُّبْس فيها، وأن تغلق بالشكل الصحيح، لا أن تُلَفْلَف كما جرت قضايا سابقة شغلت الراي العام.

 

غالبيةُ ملفاتِ الفَسَاد الكبرى التي تتحدث بها اوساط الشارع مثل سكن كريم وبرنامج التحول وصفقة نادي باريس وسفر السجين خالد شاهين والكازينو والـ atv وقضيةُ الكردي وغيرها من القضايا التي حركت الشارع كانت مُستفَزّة ايضاً في اخراجها، ولم يتم الاجابة على أية اسئلة طُرحت، بالعكس كانت تدار بتحدٍ سافِر، واخراج في التَنَكَّرِ لمطالبِ الراي العام.

 

لغاية الآن لم نعرف اين ذهبت اموال الـ atv ولا نعرف من الشخصيات التي اخرجت شاهين للعلاج للخارج رغم عدم وجود الموافقات الرسمية، ولا نعرفُ ما هي قيمة التعويضات التي دفعت للمستثمر الذي حصل على رخصة الكازينو البحر الميت، ولم نعلم كيف لبرنامج التَحَوَّل الاقتصادي أن ينفق كل هذ الاموال بمئات الملايين خارج نطاق الموازنة ودون أي أثر اقتصادي مباشر ايضا، ولا نعلمُ كيف تم إنفاق صفقة نادي باريس لشراءِ جزء من المديونية، وبعد ذلك بأشهر قليلة تقفز المديونية الى اضعاف ما كانت عليه قبل الصفقة.

إذا استطاعت الحكومة الاستمرار في كشف ملابسات فَضيحة مصنع الدُخان، فأنني اجزم ان حكومة الرزاز ستواجه لوبي من المتنفذين الفاسدين الذين سيحاولون تَشويه صورة وعمل الحكومة ووزرائها لحماية أنفسهم من الملاحقات القانونية، فغالبيةُ مظاهرِ الفَسَاد في الاردن خلال السنوات الاخير كانت للأسف وليدة تحالفات بين مسؤولين وفاسدين استطاعوا تشكيلَ جبهةٍ قوية ضد الاصلاح ونجحوا للأسف في اخفاء وتمرير ما يمكن تمريره من صفقاتٍ مشبوهة.

 

الحكومة بحاجة إلى دعمٍ شعبي كبير لمواجهة قوى الفَسَاد المستشري في المجتمع وتفكيك خلاياه، لكن الخطوة الاولى تبدأ من الحكومة من خلال اصرارها على استكمالِ خطواتِ مُحارَبة الفَسَاد ليكونَ عنوان المرحلة الاصلاحية لحكومة الرزاز.

 

[email protected]

 

التعليقات مغلقة.