صحيفة الكترونية اردنية شاملة

إشكالية إختيار رئيس للجامعة الأردنية

تشكل الجامعة الأردنية أم الجامعات القائد والقدوة لكل الجامعات الأردنية،فقد حملت إسم الدولة الأردنية وهويتها ورسالتها،ولعبت دورا رئيسا في بناء الدولة ومؤسساتها منذ عام 1962 ولا زالت مستمرة،وكذلك ساهم خريجوها في بناء العديد من الدول العربية وخاصة الخليجية،كما تجسد الوحدة الوطنية لكل مكونات الشعب الأردني، وتعكس الرأي العام الحقيقي للشعب الأردني تجاه القضايا المحلية والإقليمية والدولية،وهي بذلك تستحق رئيس يعكس أهمية ومكانتها بالنسبة للدولة. 

وتترقب الأوساط الأكاديمية بحذر ما ستحمله الأيام القليلة القادمة من نتائج إختيار رئيس للجامعة ،حيث تجري عملية إختيار الرئيس لأول مرة وفقا لقانون جديد وضعه مجلس التعليم العالي ،حيث أعطى نسبة (60%) لمجلس أمناء الجامعة للتنسيب الى مجلس التعليم العالي بثلاثة أسماء، ونسبة (10%) لتصويت أعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة،ونسبة (30%) لمجلس التعليم العالي.

وفيما يلي أبرز ملاحظات الأوساط الأكاديمية والمعنيين بشوؤن التعليم العالي حول عملية إختيار رؤساء الجامعات:

– الحاكمية والاختيار الصائب لرؤساء الجامعات تُعدّ الخطوة الأولى في سُلم إصلاح التعليم العالي، وإصلاح الجامعات يبدأ من الاختيار الأمثل لقياداتها، وتكافؤ الفرص والاستحقاق بجدارة يجب أن يكون عنوان المرحلة، والأصل إختيار الأكفّاء لرؤساء الجامعات، لا أن تكون عملية الاختيار محكومة بصراعات المحسوبيات وغيرها.

– الإعتقاد بأن ما يجري لاختيار رؤساء الجامعات ما هو إلا مسرحيات وبأدوات إخراجية غير مُتقنة ، حيث تضارب المصالح والأطماع برئاسة الجامعات عند البعض على مستوى مجلس التعليم العالي ومجالس الأمناء ، والشللية والمحاباة والواسطة والمحسوبية وتفصيل المعايير وتضخيم أوزانها وفق الأشخاص المطلوبين والتلاعب بها وإقصاء الأقوياء على مراحل.

– هناك إحجام من أكاديميين أكفّاء للتقدم للتنافس على رئاسة الجامعات لأسباب ضعف ثقتهم في آليات ومعايير وعملية إختيار رؤساء الجامعات ما يعني حرمان الجامعات من القيادات الكفؤة. 

– إن آلية إختيار رؤساء الجامعات وتقييمهم لا زالت غير مناسبة، ويكتنفها الغموض وعدم الشقاقية ، وترشح أكثر من (90) شخصا للمنافسة على رئاسة الجامعة الأردنية يؤشر على عدم وضوح في هذه المعايير.

– إن آليات إختيار الرؤساء حالياً قسمت ومزّقت الجسم الأكاديمي في الجامعات، لدرجة أن أعضاء هيئة التدريس والعاملين أصبحوا يقفون لجانب أشخاص بعينهم ويحاربون آخرين، مما بات يشكّل خطورة على الجامعات كمؤشرات شللية ومصالح بحتة.

– الإشارة الى أن كل الذين ترشحوا لرئاسة الجامعة الأردنية هم جميعاً بلا استثناء مواطنون أردنيون كفل لهم الدستور الحق في إشغال هذه الوظيفة، لديهم أحلام وطموحات مشروعه وآمال بالظفر بالوظيفة،ويؤمنون بالعدالة ويرفضون الظلم،فالظلم والفساد وانتهاك الحقوق يدمر الإنسان والأوطان،ويطالبون مجلس الأمناء بالشفافية وإعلان كيف تم إختيار عشرة من المرشحين والعلامات التي حصلوا عليها وفقا للمعايير المعلنة.

– قناعة المرشحين لرئاسة الجامعات بأن إسلوب المقابلات الشخصية ما هي إلا وسيلة للتلاعب بترتيب المرشحين . 

– يشعر العديد من الاكاديميين بالإحباط والاكتئاب لإعتقادهم بأنّ مسألة إختيار رؤساء الجامعات يحكمها معيار الشّخصية، والعلاقات الاجتماعية ،واعتبارات اخرى ديمغرافية و جغرافية والمحاصصة والترضية .

– يتمنى العديد من الأكاديميين العودة للآليات السابقة لاختيار رؤساء الجامعات دون لجان أو معايير أو أسس مُفبركة .

وأخيرا وعلى ضوء المشاكل المالية والإدارية التي تعاني منها الجامعة الأردنية وللنهوض بالجامعة وتحسين ترتيبها العالمي، فإنها تحتاج الى رئيس مقنع وقوي يتميز بالصفات التالية :

– يتمتع بشخصية قوية (كاريزمية) وصاحب قرار وقادرعلى التعامل مع عناصر البيئة الجامعية والمجتمع المحلي والخارجي.

– أن يكون إداريا ناجحا، ويتمتع بالقدرة على رسم السياسات واتخاذ القرارات الإدارية، وإدارة الأزمات المختلفة.

– يملك علاقات جيدة مع الناس.

– لديه القدرة على إدارة الفريق.

– القدرة على إستقطاب الدعم المالي للجامعة.

– قوة الشخصية التي تجعل منه شخصاً لا يخضع لجماعات الضغط، فالمصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة.

– قدرة على معالجة المشكلة المالية وضبط النفقات .

التعليقات مغلقة.