صحيفة الكترونية اردنية شاملة

“ميكروبيولوجي” عربة جوّالة بغزة تحمل هموم الخريجين

على بوابة جامعة الأزهر بمدينة غزة، يقف الخريج أمجد مقداد (26عاما) أمام عربة “جوّالة” لبيع المشروبات الساخنة؛ في محاولةٍ منه لتوفير مصروفه اليومي وقوت أسرته، في ظل تعطّله عن العمل كحال آلاف الخريجين بقطاع غزة.

وتحمل العربة اسم “خريج ميكروبيولجي” في إشارة للتخصص الجامعي الذي تخرّج منه الشاب مقداد قبل عامين من جامعة الأزهر، بالإضافة لعدد من الشهادات العلمية والدورات التي تحصّل عليها؛ للفت الأنظار إلى معاناة الخريجين بغزة وما آلت إليه أوضاعهم المعيشية.

وتجاوزت معدلات البطالة في قطاع غزة 49%؛ في حين وصلت معدلات البطالة بين الخريجين خلال عام 2017 إلى 72% بحسب مركز الإحصاء الفلسطيني.

ويقول الخريج مقدام لمراسل صفا: “نحن الشباب مستقبلنا ضاع، ولم يلتفت إلينا أحد؛ بذلنا الغالي والنفيس للدراسة في ظل ظروف اقتصادية صعبة، لكن المحصلة بائع جوّال للمشروبات الساخنة.. أيّ حالٍ وصلنا إليه”.

عربة ميكروبيولجي

وبعد عيد الأضحى مباشرة قرر الخريج مقداد الخروج عن صمته، وأن يضع حدّا لمعاناته وآلاف الخريجين؛ بافتتاح مشروع اقتصادي بسيط يعبر عن معاناته وهموم الخريجين بغزة العاطلين عن العمل.

ويشير في حديثه لمراسل صفا إلى أنه تعمّد إطلاق تخصصه الجامعي على العربة الجوّالة لحمل رسائل عديدة للمسؤولين أهمها؛ لفت انتباه الحكومة الفلسطينية لمعاناة الخريجين، ووضع حد لمعاناتهم.

وتخرّج الشاب مقداد منذ 2016 وحتى اللحظة لم يتحصّل على أي فرصة عمل، في حين أشقاؤه الخمسة أيضًا خريجون من جامعات مختلفة لم يحصلوا على أي وظيفة تعينهم.

ويوضح مقداد أن تخصص ميكروبيولجي له سوق عمل في غزة؛ إذ بإمكانه العمل في المشافي والمختبرات ومعامل الأدوية والصيدليات، لكنه لم يحظ بأي فرصة حتى اللحظة.

وتخصص “ميكروبيولوجي” هو علم الأحياء الدقيقة، ويعد التخصص الوحيد في فلسطين؛ إذ تأسس في جامعة الأزهر منذ 1993، وأعداد الخريجين منه قرابة 400 شاب وشابة وجلّهم لم يتحصّل على أي فرصة للعمل؛ جراء الحصار والانقسام الفلسطيني.

ويقول مقداد واليأس بادٍ عليه “رسالتي للمسؤولين انتبهوا لنا.. مستقبلنا بضيع، وللأسف لا أستطيع السفر للخارج لبناء مستقبلي؛ لأن ذلك يحتاج لتكاليف مادية باهظة أعجز عنها”.

ويلتحق المئات من الخريجين بمجالات ومهن يدوية بعيدة عن تخصصاتهم الجامعية؛ إذ يلتحقون بالعمل إمّا في الأسواق والمحال التجارية وبيع المشروبات الساخنة وغيرها من المهن.

ويوضح مقداد أنه بعربته يحمل هموم 200 ألف خريج بغزة؛ “فالقضية لا تخصّني فحسب”، داعيًا الحكومة الفلسطينية للالتفات إلى معاناة الخريجين، وإطلاق مشاريع تشغيلية لهم.

ويوجّه مقداد التحية لجميع الخريجين بغزة، داعيًا إيّاهم لعدم اليأس والاحباط وانتظار غدٍ مشرق ينتشلهم من المعاناة.

تفاقم الأزمات

ويرى مدير العلاقات العامة بالغرفة التجارية ماهر الطباع أن ارتفاع معدلات البطالة بين الخريجين وفئة الشباب ترجع لأسباب عديدة أهمها سوء الاوضاع الاقتصادية والانقسام الفلسطيني المستمر منذ 12 عامًا.

ويوضح الطباع في حديثه لمراسل صفا أن قطاع غزة يعاني من أعلى معدلات بطالة في العالم، ولم يسبق لها مثيل، على حد وصفه، إذ أنه يوجد أكثر من ربع مليون عاطل عن العمل.

ويؤكد الطباع أن تفاقم أزمة البطالة في صفوف الخريجين والشباب ترجع إلى توقّف التوظيف بالقطاع العام، وانخفاض الانتاجية بالقطاع الخاص، بحيث أصبحوا غير قادرين على توظيف الشباب والخريجين لذلك تفاقمت الازمة.

ويضيف “للأسف بتنا في واقع سيء جدًا؛ أصبح هم جُلّ الشباب بالتفكير بالهجرة للخارج للبحث عن فرصة عمل”.

ويدعو الطباع الكل الوطني الفلسطيني للعمل على إنهاء الانقسام كضرورة وطنية؛ للنهوض بالواقع الفلسطيني، وإنقاذ واقع الشباب والخريجين.

وبحسب الغرفة التجارية فإن معدلات الفقر تجاوزت 65%، في حين أن انعدام الأمن الغذائي لدى الأسر الفلسطينية بغزة ارتفعت إلى 50%.

 

التعليقات مغلقة.