صحيفة الكترونية اردنية شاملة

سيناريوهات المستقبل السياسي للرئيس الأمريكي

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخاطر متزايدة بإمكانية عزله قبل إنتهاء فترته الرئاسيه، على ضوء التحقيقات التي يجريها روبرت مولر، المحقق الخاص المكلف من وزارة العدل للتحقيق في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أجريت عام 2016، إضافة الى إدانة مدير حملته الإنتخابية السابق بول مانفورت، وإعتراف محاميه الشخصي السابق مايكل كوهين بخرق قوانين تمويل الحملات الإنتخابية، و منح المدعون الفيدراليون حصانة لآلن وايسلبرج، المدير المالي لمؤسسة ترامب التجارية، لتقديم معلومات بشأن تقديم كوهين مبالغ مالية لامرأتين بغية إسكاتهما قبل الانتخابات.

وكذلك بعد نشر مقال غير مُوقّع في صحيفة نيوروك تايمز لمسؤول كبير في إدارة الرئيس ترامب بعنوان “أنا جزء من المقاومة داخل إدارة ترامب”، يتحدّث عن وجود جبهة مقاومة ضد ترامب داخل إدارته، كما تحدث المسؤول عن محاولات داخل الإدارة الأمريكية، لاتخاذ خطوات لإزاحة ترامب عن الرئاسة، إلا أن أحدًا لم يكن يريد تعجيل حدوث أزمة دستورية في البلاد. 

كل ذلك يثير تساؤلات حول ما إذا قاربت فترة ترامب الرئاسية من نهايتها، أو أن أيامه في البيت الأبيض أضحت معدودة؟

وحسب الدستور الأمريكي يتم عزل الرئيس بثلاث حالات أساسية الخيانة العظمى، تلقي رشاوى، التورّط في جرائم كبرى أو جنح كبيرة ومن هذه محاولة تضليل العدالة أو عرقلة سيرها، وحتى الآن لم توجه المحكمة الاتحادية العليا أياً من هذه التهم الخطرة إلى ترامب، والقرار النهائي في العزل يتّخذه مجلسي الكونغرس، فإذا تبنّى مجلس النواب بأغلبية بسيطة (50 + 1) الدعوة لعزل الرئيس ، يرفع توصية إلى مجلس الشيوخ وهذا الأخير إن وافق على مثل هذا الإجراء يحتاج إلى أغلبية الثلثين، أي (67) سيناتورا.

وتاريخيا، تم تنفيذ إجراءات عزل الرئيس الأمريكي ثلاث مرات، الأولى ضد أندرو جونسون في عام 1869، والثانية ضد الرئيس بيل كلينتون في عام 1998، لكنها فشلت لعدم استكمال الأصوات المطلوبة بمجلس الشيوخ، وأكملا الرئيسان فترتيهما الرئاسيتين المقررة ،أما الثالثة، فقد كانت ضد ريتشارد نيكسون في عام 1974، ولكنها لم تكتمل باستقالته .

وهناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية ترتبط بتطورات التحقيقات، وانتخابات التجديد النصفي للكونجرس ، وبشعبية الرئيس لدى قاعدته الانتخابية، ومدى تماسكه مع اشتداد الضغوط القانونية والسياسية ضده، وهي : 

– السيناريو الأول : عزل الرئيس ترامب من خلال الكونجرس، وهذا السيناريو من الصعب تحقيقه قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقرر بتاريخ (6/11) ، في ظل سيطرة الجمهوريين على مجلسي الكونجرس (النواب والشيوخ)، ومن المستبعد أن يقدم الجمهوريون سابقة قانونية بأن يشرعوا في إجراءات عزل رئيس ينتمي إلى حزبهم، فضلا عن أنهم ليسوا على الاستعداد لعزل الرئيس قبل انتخابات التجديد النصفي الكونجرس، الأمر الذي سيهدد بكل تأكيد أغلبيتهم بالكونجرس . 

وفي حالة سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب في بإنتخابات التجديد النصفي القادمة وتمكنهم من تمرير مشروع قانون العزل بالمجلس، فإنه سيعرقل بمجلس الشيوخ لحاجة الديمقراطيين إلى ( 17) صوتا جمهوريا لتمرير قانون العزل، ومن الصعب أن ينجح الديمقراطيون فى توفير الأصوات المطلوبة للمضي قدما في إجراءات عزل الرئيس . 

– السيناريو الثاني : خيار نيكسون ، إذ قد يضطر ترامب مع اشتداد دائرة الخناق حوله أن يقدم استقالته طواعية، لكن هذا السيناريو مستبعد لقدرة الرئيس على الصمود أمام العواصف التي تهدد فترته الرئاسية، وعلى الهجوم على منتقديه، وتمتعه بشعبية بين قواعده الانتخابية، حيث إن أداءه الرئاسي يتمتع بنسبة رضا بين الأمريكيين تصل في المتوسط إلى( 43%) . 

– السيناريو الثالث: استمرار ترامب في الحكم حتى عام 2020 ، وهو السيناريو المرجح ، خاصة أن الاتهامات التي توجه للرئيس حتى الآن ليس لدى مولر دلائل رصينة عليها تدين الرئيس جنائيا، وحتى في حال ثبوت تلك الاتهامات على الرئيس، فإن عملية محاكمته بعد تمرير قانون العزل ضده ستأخذ فترة طويلة لن تقل عن عامين، كما حدث مع الرئيسين السابقين(جونسون وكلينتون) اللذين حُركت ضدهما إجراءات العزل من المنصب، ولهذا يتوقع أن يستمر ترامب في منصبه حتى نهاية فترته الرئاسية، لكن قد يكون لها تأثير كبير في فرص ترشحه أو فوزه بفترة رئاسية ثانية .

التعليقات مغلقة.