صحيفة الكترونية اردنية شاملة

ايلان وهاشم

تمر هذه الايام الذكرى الثالثه لمقتل إيلان الكردي في غمرة موجة الإستنكار لمقتل هاشم الكردي. هل هو فقط اسم العائلة القاسم المشترك بينهم , ذاك الاسم الذي اصبح ينتسب اليه كل من تربطه بالاكراد علاقة دم , هؤلاء القوم الذين كانوا ضحية للمؤامرة العالمية تحت مسمى الحرب الكونية الاولى التي مزقت الأقوام والأوطان بعد أن كانوا وحدةً واحدةً على مدى اربعة عشر قرناً !

لنعد لإيلان و هاشم ؛ إيلان كان ضحية الفشل الأُممي وحتى أكون أكثر دقة المؤامرة الأُممية التي حرقت ولازالت تحرق بكنتونات سايكس بيكو سعيا لتجزيىء المجزأ بسكين النار والقنابل , وحشد الوقود من جثث كل من له ميل فكري بغض النظر عن اتجاه هذا الفكر المهم ان يكون هذا الميل قادر على سحبه نحو المحرقة ! ولتحرق معه وبه طموحات الأُمة وحضارتها وإقتصادها وتحول أهلها لاجئين بعد أن كانوا على الأقل آمنين في أوطانهم !

إيلان الكردي كان واحداً من الضحايا بعد أن فشل الغرب الساكت ذاك السكوت الذي لم يستطع ان ينفي انه جزء اساسي من التآمر ؛ نعم فشل أن يحمي الأطفال ولم ينجح قلقه المتكرر ان يمرر اكذوبة الإعتذار لبقايا من الناس لا زالت تؤمن بالاخلاق ومقولة حقوق الإنسان !

مرّت مصيبة إيلان وتقاسمتها كافة البلدان ؛ فذاب حجم التأثير بعد أن توزع دمه بين القبائل !

لكن هاشم الكردي أين يوزع دمه ؟ هاشم الكردي ضحية فشل دولة في التقاط الإشارات المتكررة لظاهرة الإنهيار  , فقد أصبحت الدولةُ عاجزةً عن حماية المال العام بل وزاد عجزها ليشمل البيئة التحتية والأملاك والشوارع العامة وحتى هيبتها ممثلةً برموزها المفترض ان يكونوا ملاذاً لمن قصدهم ليحموه !!!

هذا في الوقت نفسه الذي يحاسب صاحب الصالة والفندق عن كل مقعد في صالته نجد شوارع الدولة وأقول الدولة لأنه ما من أحد يملك حق الدفاع عنها  إلا الدولة ؛ نعم نجد هذه الشوارع تستباح بطولها وعرضها وبإسلوب إستفزازي إرهابي على أيدي مجموعة ممن لا زالوا يتمسكون بمظاهر رجعية اسمها ( الفوارد ) تلك العادات التي تجاوزتها عجلة التطور والتغيير . لا بل ومع هذه الإستباحة للإرض تستباح فيه حقوق الآخرين الذين قد يكون منهم المريض وطالب العلم وصاحب الحاجة , والذي يتوقع السير بطريق آمن لا عراقيل فيه ولا حواجز بشرية ولا إستفزاز إرهابي بكل ما تحمل الكلمة من معنى !!

لقد فقدنا الدولة التي تدافع عن حقوقنا التي هي في الأصل واجباتها . وفقدنا رجال رشداء يلتقطون الرسالة ويشخصون المصيبة ويحددون المسار والمصير .

لكن هيهات هيهات فالخطط الخمسية والعشرية بقيت كما هي ولكن بإستبدال السنوات بالأشهر ! فكيف يخطط لبلد أناس جل إهتمامهم تبييض تاريخهم فإن بقي وقت فتسليك و مداراة وجمعٍ قبل الرحيل المرتقب في أي لحظةٍ تصدر بها الإرادة بالتشكيل أو التعديل .

أزمتنا تحتاج الى رجل رشيد يتقي الله ويعيش الحدث ويشخص الأحداث ويمارس حقه الدستوري في إنقاذ البلاد والعباد .

التعليقات مغلقة.