صحيفة الكترونية اردنية شاملة

استجابة للملك

لقد كتب الملك كلاما جميلا ، والأجمل منه التشجيع على الرد والوعد بقراءته .
نعم يعبر الناس عن أنفسهم في التواصل الاجتماعي كمن فتح له باب كان قد أوصد دونهم دهورا ! قد يكون التعبير وصل لدرجات ملفتة في التطرف بين الهجوم الذي لا يراعي الحقيقة وبين التأييد المفرط الذي يخلو من المنطق.
لكن في بلدنا ولكي اختصر الرد قد ساهمت كثير من العلل بإعطاء مبرر للنقد اللاذع ! وحتى نصل للحل وفق مبدأ وصف الداء والدواء ، في بلدنا مشكلة ان الهم العام اصبح كحمزه لا بواكي له !
في بلدنا نقص للمنظومة الارشادية التي تساهم في التعامل مع الحوادث بنظام معد مسبقا كفيلة بان تجعل الموظف المتوسط محمي من ارتكاب الخطا الذي قد يقع فيه بسهولة موظف عبقري يرتجل عمله ارتجالا  !
هل هذه مشكلة حقيقية عندنا ؟  نعم وهي أم المشاكل .
لن يكون الحل بتغيير الأشخاص ما دام ينقصهم ارضية ثابتة تهديهم الى الحلول .
ولكي نسقط مقولتنا هذه على حالة البحر الميت التي أحزنت كل اردني ؛ فبادئ ذي بدء ان الحكم بأثر رجعي لن يكون منصفا فلو دارت عقارب الساعة للوراء لكان كل منا مرشحا ليطلب الرحلة وليستجيب  للطلب أيضا
؛  ما دام لا منظومة تؤسس طرق التعامل ، والانتباه للظروف المحيطة كالأحوال الجوية والتضاريس الطبيعية بل وحتى الجو العام للمجتمع ، هذا كله يفترض ان يؤخذ بالحسبان قبل إقرار مثل هكذا امر . تطبيقه بالتأكيد ليس صعبا  ولكن الصعوبة في إيجاد عقلية من المسؤولين تعمل للهم العام الذي لا زال يتيما ينتظر أبا يتبناه !
لقد أصبحت المسؤولية اليوم ظرفية مؤقته الوازع فيها المصالح الشخصية وهي بهذه الصورة تدور كالفلك حول كوكب الأنانية والخوف على الكرسي !
الخروج من هذه الدائرة المغلقة هو قصها وتحويلها لخط مستقيم بدايته همة عاليه وإيمان راسخ ، نهايته بالتأكيد ليست نفس النقطة لأن هذه  بديهية هندسية وحتمية قدرها الله لنا ، فحواها أن لكل مجتهد نصيب . وإلا فسوف ندور وننتقل من مشكلة الى مثيلتها ضمن دائرة تغلق علينا نسمات الحرية والتفاؤل .
في الختام نحتاج الى أن نتصالح مع أنفسنا ، مع ثقافتنا ، ونشخص بالتحديد مصالحنا والطريق الأسلم للوصول الآمن .
ستبقى دائرة المعيشة ورفاهيتها المعراة من المبادئ والمثل مغلقة علينا إذا لم تخترقها ونصعد نحو أفق أسمى كان كل وجودنا أصلا من أجله فيه  رضى ربنا وسمو أخلاقنا وحسن عبادته سبحانه وتعالى .

التعليقات مغلقة.