صحيفة الكترونية اردنية شاملة

أسرة خاشقجي تتلقى العزاء في جدة بعد تحديد الرياض لجناة في جريمة القتل

* مكان جثمان خاشقجي لا يزال مجهولا بعد تقطيعه

* أداء صلاة الغائب قد يشير إلى استبعاد احتمال استعادة الجثمان

* الرياض تعتزم معاقبة بعض الجناة لكنها تنأى بولي العهد

* واشنطن تفرض عقوبات على 17 سعوديا وتركيا لا تزال غير راضية (لإضافة تلقي العزاء في جدة)

تلقت أسرة الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي اليوم الجمعة التعازي في فقيدها الذي قتله أفراد من حكومة بلاده بعد أن قالت السلطات السعودية إنها حددت الجناة ونأت بولي العهد عن أي تورط في القضية.

واستقبل اثنان من إخوة خاشقجي وأحد أبنائه بضع مئات من المعزين في مدينة جدة الساحلية بعد يوم من إعلان مكتب النائب العام السعودي إنه سيسعى لإنزال عقوبة الإعدام على خمسة من المتهمين بالقتل الذي وقع في القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر تشرين الأول. ولم يذكر مكتب النائب العام أسماء من يطالب بإعدامهم.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة شارك عشرات الآلاف من المصلين في الحرم المكي والمسجد النبوي في المدينة المنورة، مسقط رأس خاشقجي، في أداء صلاة الغائب على الفقيد رغم أن الإمامين لم يذكراه بالاسم.

وتحت الأمطار في اسطنبول استمع معزون لآيات من القرآن فيما نعى أصدقاء خاشقجي فقيدهم الذي كان يبلغ من العمر 59 عاما وتحول لانتقاد السياسيات السعودية بعد أن كان مقربا من الأسرة الحاكمة. وأدان ساسة ممن كانوا يعرفون خاشقجي التحقيق الذي تجريه الرياض ووصفوه بأنه متحيز.

وتقول السلطات السعودية إن العملية التي أدت لمقتل خاشقجي كانت تهدف لإعادته حيا للمملكة . وقوبلت الروايات السعودية المختلفة عن عملية القتل، بما في ذلك الإنكار في البداية، بتشكك في الخارج.

ويعتقد أن اثنين ممن وضعوا الخطة التي أدت لمقتل خاشقجي من المقربين لولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وتقول تركيا وبعض الحلفاء الغربيين ومن بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن المسؤولية النهائية تقع على عاتق ولي العهد بصفته الحاكم الفعلي للملكة. وتصر الرياض على أن الأمير محمد لا علاقة له بالقتل.

وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات اقتصادية على 17 سعوديا من بينهم سعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد في إجراء غير معتاد من واشنطن بحق شريك أمني واقتصادي مهم مثل الرياض.

ويشير قرار إقامة صلاة الغائب على خاشقجي إلى أن أسرته لا تتوقع استعادة رفاته. ورغم الكثير من المناشدات لم تكشف السلطات السعودية عن مكان الجثة ولم تقل إلا أنها قطعت ونقلت من القنصلية.

وقال صلاح نجل خاشقجي لمحطة (سي.إن.إن) الأسبوع الماضي إنه يريد دفن والده في المدينة مثل باقي أفراد العائلة. وقال صلاح وقتها “إننا فقط بحاجة للتأكد أنه يرقد في سلام”.

والتقى صلاح بالملك وولي العهد في الرياض الشهر الماضي لتلقي العزاء ثم غادر بعد ذلك إلى واشنطن بعد رفع حظر سفره لكنه عاد بعد ذلك.

* “عند ربهم يرزقون”

حضر العزاء شخصيات بارزة من منطقة الحجاز من بينهم صحفيون سعوديون مخضرمون ومسؤولون سابقون كبار عملوا مع خاشقجي.

كما حضر العديد من رجال الأعمال مثل صالح كامل وأبناؤه الذين احتجزوا أثناء حملة تطهير شنها العام الماضي الأمير محمد.

كما قدم دبلوماسيون أمريكيون وبريطانيون تعازيهم وحضر رجل دين بارز بدرجة وزارية لكن لم يظهر أثر لأي فرد من الأسرة الحاكمة.

وقدم المعزون لأفراد أسرة الفقيد المواساة بكلمات قليلة وبمصافحات أو عناق فيما تلا أحد أقارب خاشقجي آيات قرآنية من بينها “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون”.

وتبادل بعض المعزين الحديث عن الواقعة التي خيمت على المشهد السعودي في الأسابيع الستة الماضية.

وقال أحدهم “لقد تحولت من جريمة إلى مسألة سياسية” فيما ظل الآخر يردد “غير معقول “.

ونشرت خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي أمس الخميس صورة لخاشقجي التقطها لنفسه في المسجد النبوي وكتبت تعليقا عليها يقول “العزيز جمال.. أرقد في سلام. نلتقي في الجنة إن شاء الله”. وخديجة هي باحثة تركية وانتظرت خاشقجي خارج القنصلية في اسطنبول لساعات يوم مقتله وهي التي أبلغت السلطات ووسائل الإعلام بأنه لم يخرج أبدا من مقر القنصلية.

والتقى خاشقجي خلال مؤتمر في اسطنبول بخديجة في مايو أيار وقررا الزواج بعد فترة وجيزة ودخل إلى القنصلية يوم مقتله ليحصل على وثائق تثبت طلاقه ليتسنى له الزواج بها.

واشترى الاثنان شقة في اسطنبول وكان خاشقجي يعتزم العيش بين اسطنبول وواشنطن التي انتقل إليها قبل 18 شهرا خوفا من الانتقام منه بسبب آرائه السياسية. وكان خاشقجي حاصلا على إقامة في الولايات المتحدة وكان كاتبا لمقالات الرأي في صحيفة واشنطن بوست مما جعله اسما مألوفا لدى الكثير من الساسة الأمريكيين.

وكتب خاشقجي في سبتمبر أيلول 2017 في إشارة لمفكرين ونشطاء ورجال دين اعتقلوا في عهد الأمير محمد “تركت منزلي وأسرتي ووظيفتي ليظل صوتي مسموعا. أي اختيار غير ذلك سيكون خيانة لمن يرزحون في السجن”.

وأثار قتل خاشقجي أكبر أزمة سياسية للسعودية في جيل. والمملكة هي أكبر مصدر للنفط في العالم وداعمة لخطط واشنطن لتحجيم النفوذ الإيراني في أنحاء الشرق الأوسط.

كما تسببت القضية في تشويه صورة الأمير محمد الذي طرح إصلاحات اجتماعية واقتصادية في وقت شن فيه حملة على المعارضين وأخل فيه بتوازنات حساسة داخل الأسرة الحاكمة وأقحم البلاد في صراعات اتسمت بالفوضى مثل الحرب في اليمن والخلاف مع قطر.

التعليقات مغلقة.