صحيفة الكترونية اردنية شاملة

دردشة درامية عن فيلم الحريف الجزء الثالث و الاخير

ينتهي هذا الفيلم مع مصالحة بين فارس و دلال و قرار فارس بكر الاعتزال من رياضة كورة الشراب، فاثناء جولاته التي كان يلعب فيها بالاتفاق مع رزق في الملاعب المحلية يتعرض لهزيمة من قبل شاب اصغر منه في السن. و اسمه مختار) عبدالله محمود(، و حينها يدرك بان زمانه ابتدا ان ينتهي فسرعان ما سيمسك به رزق كبديل عنه… خصوصا بعد التوترات التي شهدتها علاقتهم… فارس ليس بالشاب صغير السن و هو مدخن و يشرب الخمر و لكن موهبته قوية حيث كانت تطغى على اداء معظم اللعيبة الذين كان يلعب معهم و ضدهم في جميع المباريات. و لكن كان فارس قد ابتدا مهنيا بمراحل الخريف من عطائه…فكان الشاب الذي غلبه بالمباراة ذو لياقة اعلى منه لذلك استسلم للهزيمة بسرعة… ولكن لي وقفة مع تناقض في هذه النقطة لا اعتقد انه موجود من باب الصدفة…ففارس في آخر الفيلم و هو برفقة دلال و ابنه بالسيارة التي سلمه اياها شعبان يقرر الذهاب للمشاركة بمباراة كان يشترك فيها مختار… و نراه يلعب في الفريق الخصم له و لكن بمعنوية قوية و حماس اكثر من المباراة السالفة مع مختار… وينجح بهزيمة فريق مختار حيث تنتهي الاجواء بفرحة عارمة من مشجعيه الذين لطالما هتفوا لاسمه الكبير… الحريف… فارس بكر… مارد كورة الشراب بالملاعب و الحارات الشعبية… و اذا نظرنا الى الاسباب التي ربما قد ادت الى الفارق الجوهري باداءه في المباراة التي خسرها مع مختار و الآخيرة التي ربحها فكان سالفا في وسط دوامة كبيرة حيث كان متعب و مرهق نفسيا من ظروف طلاقه و هم ابنه الذي كادت ان تتمزق سعاته بسبب المشاكل العائلية. و لكن في اواخر مشاهد الفيلم الامور تغيرت الى الاحسن حيث تصالح مع زوجته و تحسنت ظروفه مع وجود السيارة…فاصبحت اسرته بين يديه اخيرا لذلك اختلفت معنوياته فدخل على المباراة المارد الذي عهدته الحارات الشعبية و انتقم لخسارته في المباراة السالفة… و نرى اثار الحزن على وجه رزق من النكبة التي ابتليا بها من تدخل فارس بالمباراة… و حينها قال جملته الشهيرة “ زمن اللعب انتهى”… و قصد ان خريفه قد شد الرحال عليه و اصبح غير قادر على اللعب كما في المعتاد و خصوصا مع عودة عائلته اليه… فكورة الشراب لها وقتها و هو يكبر مع الوقت و قد تسببت له بمشاكل مع زوجته في السالف…

 

ارى ان هذا الفيلم الكبير قد تخطى مفاهيم الزمان و المكان بسبب قدرته على مخاطبة مشاكل الفقراء بصورة ناجحة و مبدعة و باسلوب درامي روائي ناضج كان مناسب لزمانه و كان مناسب للاجيال التي توالت من بعده… فمشاكل الجياع و الفقراء لم تتغير في جوهرها و تتمحور حول قلة الدخول او انعدامها و الظروف المعيشية المترهلة و قلة العدالة الاجتماعية… و هذا كله تجسد بصورة مثالية من خلال كاميرا محمد خان الذي اتقن اخبارنا الكثير حول بطله المثير للجدل فارس بكر…فهنالك في كل عصر فرسان كثيرون مثله و روايات كثيرة عن معاناتهم بهذه الحياة… و صدقا نحن محظوظين اذ نسمع عنها من حين لآخر… و لكن المخفي قد يكون اعظم…

  

 

التعليقات مغلقة.