صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الفوسفات والشراكة الاستراتيجية للهنود

هناك من تساءل عن جدوى هذه الصفقة، خصوصا من بعض العاملين في الشركة، وطرحوا تساؤلات

فايق حجازين

بشراء شركة إيفكو (اتحاد المزارعين الهنود) أسهم سلطنة بروناي في شركة مناجم الفوسفات الأردنية، يتحول مفهوم الشراكة التي ذهبت لها الحكومة في عام 2006 عندما خصخصت جزءا من أسهم الفوسفات، من مالية إلى استراتيجية.
هناك من تساءل عن جدوى هذه الصفقة، خصوصا من بعض العاملين في الشركة، وطرحوا تساؤلات، من مثل: لماذا لم يتم بيع حصة بروناي لشريك محلي على علم ودراية في تعدين الفوسفات الخام، أو لماذا لم يتم بيع أسهم الشركة إلى مستثمرين محليين قادرين على تمويلها ولهم اهتمام بصناعة الأسمدة، أو شركاء ماليين ممن يملكون أسهما بكميات كبيرة في بنوك محلية؟
كلها تساؤلات كانت مشروعة عندما رغبت الحكومة في بيع جزء من أسهم الفوسفات (37 بالمئة) تعادل 75ر27 مليون سهم، في عام 2004 والاحتفاظ بحصة تضمن لها حق التصويت ورئاسة مجلس الإدارة (السهم الذهبي) وجاءت بشريك مالي وليس استراتيجي.
حينها لو رغبت الحكومة في بيع الأسهم في السوق المحلية لكانت التغطية لها تتجاوز 10 أضعاف، وذلك لإيمان المستثمر المحلي بهذه الشركة الوطنية وقناعته بمستقبل هذه الصناعة، لاسيما وأن العالم اتجه في ذلك الحين إلى انتاج الوقود الحيوي، الأمر الذي تطلب زيادة الاستثمارات الرأسية والأفقية في الزراعة وارتفع الطلب على الأسمدة بشكل عام.
اليوم بتملك إيفكو لنحو 5ر30 مليون من أسهم شركة الفوسفات (37 بالمئة من رأس المال) تكون شركة الفوسفات تحولت من شريك مالي إلى شريك استراتيجي؛ حيث تعد الهند من أكثر الدول استهلاكا للأسمدة وتعد سوقا استراتيجية لصادرات الفوسفات الخام وسماد الداب، وأيضا حامض الفوسفوريك الذي يشكل مدخلا رئيسا لصناعات متقدمة من الاسمدة تستهلكها السوق الهندية.
فاتحاد المزارعين الهنود الذي يعد مظلة لمجموعة من الجمعيات الزراعية، أكبر مستهلكي الأسمدة في الهند، وهو من أكبر المنتجين لها، يمتلكون الخبرة الصناعية والفنية التي تضمن تطوير صناعة الاسمدة في الأردن، وتزيد من كفاءة الانتاج وتعزز خطط الإدارة في تطوير عمل الشركة وزيادة الانتاجية، وتطوير مرافق مهمة مثل المجمع الصناعي في العقبة وزيادة انتاجه، وبالتالي تجسيد مبدأ الكفاءة والفاعلية في الإدارة والإنتاج والتسويق على السواء.
هذا هو المعني الحقيقي للشراكة الاستراتيجية. حينما تقرر بيع أسهم الفوسفات لمؤسسة الاستثمار الخارجي لما رواء البحار التابعة لسلطنة بروناي، بسعر حوالي 8ر2 دينار للسهم (4 دولارات)، الذي كان يتداوله المستثمرين المحليين حوالي 4 دنانير. كان السؤال المطروح للقائمين على الهيئة التنفيذية للتخاصية لماذا هذا الفارق؟ فكانت الإجابة أن هذه المؤسسة تستثمر خارج السلطنة 200 مليار دولار، لو نجحنا في استقطاب على الأقل 1 بالمئة من هذه الاستثمارات، يعني ذلك ملياري دولار سيتم ضخها في الاقتصاد الوطني. والنتيجة كانت 111 مليون دولار يتيمات هن ثمن الصفقة، وتتبعها الكثير من المتاعب وشبهات الفساد التي جاءت مع الإدارة التي تسلمت زمام الأمور آنذاك.
مع إدارة عازمة على إحداث فرق، ومع تحسن الاسعار في السوق العالمية، وبدخول الهنود شركاء استراتيجيين في الفوسفات، تدخل الشركة مرحلة جديدة مهمة من تاريخها. والشواهد بدأت بالظهور في نتائج الربع الثالث، حوالي 33 مليون دينار ارباح، يتوقع لها أن تتجاوز حاجز 40 مليون دينار مع نهاية العام، كون الشركة والاسعار سارت في النهج نفسه الذي يجعلها تتجاوز بر الأمان صعودا إلى القمة.

التعليقات مغلقة.