صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الحافز والدافع

 

قد تستوجب الظروف الاقتصادية الراهنة التركيز على عوامل تنمية وتحفيز الاقتصاد والمؤشرات الرامية لذلك، لكنني ارى ان تناول مواضيع تعنى باسس ادارة منظومة خدمات الافراد والارتقاء بها ومحاولة تطويرها لا يقل اهمية، كون الاقصاد منظومة متكاملة والوضع الحالي يستلزم تسليط الضوء على  افضل الممارسات المتعلقة للاراقاء بمستوى الخدمات المقدمة.

 

قبل تحليل سلوكيات مقدمي الخدمة ارغب بتعريف كل من الحافز والدافع – الحافز شيء خارجي موجود في البيئة توفره المنشأة للعاملين فيها لإثارة حاجاتهم ودوافعهم في حين أن الدافع شيء داخلي نابع من داخل الفرد وهو تعبير عن حاجة ما يحثه على الفعل والسلوك المرغوب فيه من قبل إدارة المنشأة للحصول على الحافز المتاح وبالتالي إشباع الحاجة.

 

ما اريد التركيز علية وهو نتاج خبرات عملية واقعية بالاضافة الى اطلاع وتعايش مع تجارب الدول المتقدمة وذلك بهدف الاستفادة والتطوير وليس المقارنة لانها مجحفة بالتاكيد، ما يميز مقدم الخدمة في الدول المتقدمة هو غرس مفهوف الفاعلية والانتاجية اي بمعنى اخر لديهم دافعية للعمل وهو امر ملموس ضمن جميع قطاعات الاعمال سواء خدمات مصرفية ، فندقية ، صحية ، تعليمية او حتى خدمات النقل والعمالة، اي ترى بشكل واضح الاستمتاع بانجاز العمل وخدمة العميل على اكمل وجه.

 

قد يعول البعض على ان عامل المردود المادي او الراتب المقدم للموظفين هو العامل الاساسي بتراجع مستوى الخدمات المقدمة وجهة نظري مغايرة تماما وتستند على واقع عملي وتجارب فعلية، حيث قمنا باعتماد نظام حوافز مميز لفريق المبيعات وتم دراسة اثر الحافز المقدم على نوعية الخدمة المقدمة وذلك لمدة ثلاث سنوات وكانت النتيجة هي عدم وجود ارتباط مباشر بين تقديم نظام حوافز والارتقاء بنوعية الخدمة المقدمة وعليه ارى اننا لا بد من البدء فعليا بالاطلاع وتحليل العوامل المؤثرة على مستوى تقديم الخدمات ومحاولة ترتيب الاولويات بخطوات كفيلة بمعالجة المشكلة حيث انني اقترح البدء بغرس ثقافة حب العمل والانتاجية ضمن مناهج التعليم الاساسية لخلق جيل محب للابداع باي موقع يتواجد به فالكفاءة مرتبطة بالقدرة على التعلم المستمر وحسن الاداء وزيادة الانتاجية.

 

اختم مقالي باقتباس من كتاب فن الحرب للكاتب الصيني سون تزو   ” عندما يقع الناس في خطر يصبحون عندها قادرين على الكفاح من أجل النصر”

حيث انني ارى ان الكفاح يكمن بتطوير الذات وصقل المواهب والمهارات الكفيلة بالنجاح وهو ما ينقصنا اليوم الشباب حاليا بالغرب يعملون باكثر من وظيفة للحصول على دخل كافي لتغطية المصاريف الجامعية وتجدهم يعملون باستمتاع وتفاني لانجاز الاعمال الموكله مهما كانت بسيطة، فعلينا الانتباه واستغلال الوقت لان مردود ما نتناوله سيعود بالنفع لجميع اطراف المنظومة الاقتصادية ابتداء من الفرد، الاسرة، مؤسسات الفطاع العام والخاص والوطن.

 

التعليقات مغلقة.