صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الصفدي يبجث في رومانيا تعزيز التعاون الاقتصادي والقضايا الإقليمية

نقل وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، اليوم رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني إلى فخامة الرئيس الروماني كلاوس يوهانس ركزت على تعزيز التعاون الثنائي والمستجدات في القضايا الإقليمية.

واكدت الرسالة حرص المملكة زيادة التعاون بين المملكة ورومانيا في جميع المجالات للبناء على علاقة الصداقة القوية التي تربط البلدين اللذين يشتركان في سعيهما تحقيق الأمن والاستقرار. وهنأ جلالة الملك الرئيس الروماني بتولي بلاده رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى وتطلعه إلى تعزيز التعاون بين الأردن و أوروبا خلال فترة رئاسة رومانيا للاتحاد الاوروبي للشهور الستة القادمة. واكد الرئيس الروماني خلال استقباله الصفدي في بوخارست على أن المملكة شريك رئيس لرومانيا في منطقة الشرق الأوسط وأن بلاده حريصة على بناء مرحلة جديدة من التعاون.
وثمن الرئيس الروماني جهود جلالة الملك عبدالله الثاني في تعزيز الأمن والاستقرار والدور الذي تقوم به المملكة في تعزيز روابط التعاون بين المملكة و أوروبا. وأشار الرئيس الروماني إلى لقائه جلالة الملك عبد الله الثاني على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي عقد في شهر أيلول الماضي والذي تم خلاله التوافق على خطوات ملموسة لتعميق العلاقات الثنائية، وخاصة فيما يتعلق بالبعد الاقتصادي. وأكد الرئيس الروماني أهمية تنظيم الدورة الثانية من المنتدى الاقتصادي الروماني-الأردني خلال هذا العام 2019، وذلك تمشيا مع ما تم بحثه مع جلالة الملك عبد الله الثاني. وجرى خلال اللقاء بحث التطورات الاقليمية والجهود المبذولة لحل الأزمات الإقليمية، وخصوصا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأزمة السورية ومكافحة الإرهاب ومشاركة رومانيا في اجتماعات العقبة. كما استقبلت رئيسة وزراء رومانيا فيوريكا دانتشيلا وزير الخارجية في اجتماع أكد أن البلدين سائران نحو زيادة التعاون عبر إنجاز العديد من الاتفاقيات في قطاعات حيوية سترفع حجم التبادل التجاري والاستثماري والتعليمي والسياحي وتمهد مساحات أوسع لزيادة التنسيق بين البلدين. واكدت دانتشيلا أهمية دور المملكة في تعزيز الأمن والاستقرار، مشددة على أن بلادها ستعمل على تعميق الشراكة الأردنية الأوروبية خلال ترؤس رومانيا للاتحاد الاوروبي. كما شددت على أهمية التعاون الدفاعي والامني في مواجهة التحديات المشتركة لافتة إلى أهمية اجتماعات العقبة التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني لمأسسة عمل جماعي في اطار نهج شمولي لمحاربة الاٍرهاب. وشدد الصفدي على أن الأردن يريد تطوير التعاون مع رومانيا عبر خطوات عملية في جميع المجالات الاقتصادية التي تحقق فوائد مشتركة للبلدين.
وبحث الاجتماع زيادة المنح الجامعية التي قدمتها رومانيا للأردن والتعاون في مجال التعليم المهني والطبي وليس فقط من خلال المؤتمر الطبي المشترك الذي يعقد بشكل دوري ولكن ايضا من خلال اتفاقيات تعاون وتدريب. كما بحثت رئيسة الوزراء والصفدي عقد اجتماع حكومي يضم الوزراء المهنيين للدخول في محادثات قطاعية تتفق على مشاريع تعاون اقتصادية واستثمارية وتفتح المجال لتفاعل أكبر بين القطاع الخاص. وكان الصفدي بدأ اجتماعاته في رومانيا بلقاء نظيره تيودور ميلشكانو حيث اتفق الوزيران على وضع برنامج عمل وخطوات محددة لإتمام اتفاقيات التعاون وتحديد قطاعات محددة توفر فرص تحقيق إنجازات سريعة في التعاون الاقتصادي. وبحث الوزيران المستجدات الاقليمية والجهود المبذولة لتجاوز الأزمات الإقليمية. كما التقى الصفدي رئيسة لجنة الشؤون الخارجية ولجنة الصداقة في البرلمان الروماني روزاليا بيرو. واكدت روزاليا الحرص على تعزيز التنسيق والتشاور مع المملكة والرغبة في مأسسة التواصل بين السلطة التشريعية في البلدين. وثمنت دور المملكة الرئيس بقيادة جلالة الملك في تعزيز ثقافة السلام والحوار في المنطقة.
وفِي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروماني قال الصفدي “إن ثمة فرص واسعة لتعزيز التعاون بين بلدينا الصديقين ثنائيا وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي. وقال إن لرومانيا مواقف تاريخية واضحة في دعم الاستقرار والسلام. وزاد “لقاؤنا اليوم محطة على طريق تفعيل التعاون وتطوير العلاقات بين المملكة الاردنية الهاشمية ورومانيا في جميع المجالات، في التجارة وفِي الاستثمار والسياحة والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والثقافة وفِي المجالات الدفاعية والأمنية.” وأضاف أن “الإرادة لدي قيادتي البلدين لتحقيق ذلك موجودة، وأن الفائدة من تعزيز التعاون مشتركة.” وأشار وزير الخارجية إلى أهمية تعزيز التعاون الاستثماري بشكل خاص حيث أن المملكة توفر فرصا استثمارية مجدية وجاذبة وهي بوابة رئيسة ليس للشرق الأوسط فقط، بل أيضا إلى أسواق ضخمة عالميا في ضوء اتفاقات التجارة الحرة التي تربطها بالولايات المتحدة وكندا وغيرها.
وقال إن الأردن يتطلع إلى استقطاب القطاع الخاص الروماني وإلى تعزيز التواصل بينه وبين نظيره الأردني. ولفت إلى أنه بحث ومعالي الوزير ايضا جهود تجاوز أزمات المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار فيها وفِي مقدمة ذلك، الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وشدد على أن “القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى، وأن السلام الشامل في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا إذا انتهى الاحتلال وقامت الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.” وزاد “القدس، كما يؤكد الوصي على مقدساتها جلالة الملك عبدالله الثاني، هي مفتاح السلام و هي قضية من قضايا الوضع النهائي يحسم مصيرها عبر مفاوضات مباشرة وفق قرارات الشرعية الدولية وبما يضمن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة وفق الدولتين.”وقال إن “محادثاتنا تناولت ايضا جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية وما سببته تلك الأزمة من معاناة وتداعيات، بما في ذلك أزمة اللجوء التي يجب ان تتكاتف الجهود لتحمل أعبائها. وقال إن الاْردن وكما تعرفون يستضيف مليون وثلاثمائة ألف شقيق سوري، نشكر المجتمع الدولي على مساعدته لنا في تلبية احتياجات الأشقاء، لكن الضغوط كبيرة واستمرار المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته هو واجب وضرورة نحو الدول المستضيفة وإزاء اللاجئين.” وقال الصفدي: “بحثنا أيضا الجهود المشتركة لمواجهة الإرهاب وظلاميته وأكدنا تعزيز التعاون ثنائيا وفِي اطار العمل الدولي المشترك لتحقيق ذلك إضافة إلى قضايا أخرى ذات اهتمام مشترك. إلى ذلك قال ميليشكانو إن هذه الزيارة التي جاءت تلبية لدعوة رسمية منه تبني على العلاقات الثنائية المتينه والقائمة على الثقة المتبادلة. وقال إن الزيارة وفرت “فرصة ممتازة لاستعراض مدى تحقيق الأهداف المشتركة على المستوى الثنائي والمتعدد، وتحديد المحاور الرئيسية للتعاون فيما بيننا على المدى القصير والمتوسط والفرص التي ستتيحها رومانيا من خلال ترؤسها المجلس الأوروبي في النصف الأول من هذا العام، وتولي الأردن لرئاسة الإتحاد من أجل المتوسط “.
وثمن الوزير الروماني دور الأردن كعامل إستقرار في منطقة الشرق الأوسط وقال إننا “نقدر الموقف الأردني الدائم المعتدل والمتوازن في تعامله مع الملفات الأقليمية.”وقال “نقدر عالياً كون الأردن اخذ على عاتقه مسؤوليات هامة في حل الأزمات والنزاعات في الشرق الأوسط والوقاية منها.” وقال ميليشكينو إن الرسالة إلى قطاعات الأعمال في البلدين هي وجود فرص لزيادة حجم الإستثمارات المتبادلة المباشرة بين رومانيا والأردن للمنفعة المتبادلة على المدى المتوسط والبعيد، لافتا إلى أن المملكة ورومانيا سيوقعان جملة من الإتفاقيات في جميع مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والتعليمي وغيرها. وزاد، من الناحية الأقتصادية سنشجع التعاون بين غرفتي التجارة لدفع أعمال مجلس الأعمال الروماني –الأردني “ونتطلع أيضاً لتعزيز التعاون بين غرفتي التجارة على المستوى المحلي لتسهيل وتنظيم بعثات اقتصادية رومانية في الأردن نظراً لاهتمام الشركات الرومانية لتطوير استثماراتها في الأردن باعتبار الأردن مركزاً اقتصاديا إقليمياا .”

التعليقات مغلقة.